يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (٤١) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٤٢) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٣))
تفسير المفردات
الحزن : ألم يجده الإنسان عند فوت ما يحب ، وسارع إلى الشيء : إذا أسرع إليه من خارج ليصل إليه ، وأسرع فيه : إذا أسرع فيه وهو داخل فيه ، وهنا كان الكفار داخلين فى ظرف الكفر ، محيطا بهم سرادقه ، والفتنة : الاختبار كما يفتن الذهب بالنار فيظهر مقدار ما فيه من الغش والزغل ، والسّحت : ما خبث من المكاسب وحرّم ، فلزم عنه العار وقبح الذكر كثمن الكلب والخنزير والخمر والرشوة فى الحكم ، والقسط : العدل.
المعنى الجملي
أخرج أحمد ومسلم وأبو داود وابن جرير وابن المنذر عن البراء بن عازب قال : «مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بيهودى محمّما (١) مجلودا ، فدعاهم فقال : أهكذا تجدون حد الزاني فى كتابكم؟ قالوا : نعم فدعا رجلا من علمائهم فقال : أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، أهكذا تجدون حد الزاني فى كتابكم؟ قال : اللهم لا ، ولولا
__________________
(١) التحميم وضع الحمة أي الفحمة فى الوجه ، وهو كالتسخيم الذي جاء فى الرواية الأخرى من السخام : وهو سواد القدر