أي تصيده لأجلكم فتحبسه وتقفه عليكم بعدم أكلها منه ؛ فإن أكلت منه فلا يحل أكل ما فضل عنها عند الجمهور ، لأنه مثل فريسة السبع المحرمة فى الآية السالفة.
(وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ) أي وسمّوا عليه عند إرساله كما روى ذلك عن ابن عباس لحديث عدىّ بن حاتم «إذا أرسلت كلبك وسميت فأخذ فقتل فكل» والتسمية واجبة عند أبى حنيفة ، ومستحبة عند الشافعي.
(وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) أي واتقوا الله فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه ، ولا تقدموا على مخالفته فتأكلوا من صيد الجوارح غير المعلّمة ، أو مما لم تمسك عليكم من صيدها وأمسكته على نفسها ، أو تطعموا ما لم يسمّ الله عليه من الصيد والذبائح مما صاده أهل الأوثان ، فإن الله قد حرم ذلك عليكم فاجتنبوه ، واعلموا أن الله لا يضيع شيئا من أعمالكم ، بل تحاسبون عليها وتجازون فى الدنيا والآخرة ، وهو يحاسب الناس كلهم يوم القيامة فى وقت واحد ، فما أجدر حسابه أن يكون سريعا!.
وبعد أن بين وجوب التذكية للذبائح لإبعاد المسلمين مما كان عليه المشركون من أكل الميتة. وشدد فى التسمية على الطعام من صيد أو ذبيحة ، لإبعادهم عما كانوا عليه من الذبح لغير الله بالإهلال به لأصنامهم ، ليطهرهم من كل ما كانوا عليه من أدران الشرك. بيّن حكم مؤاكلة أهل الكتاب ومناكحتهم ، لأنهم لما كانوا فى الأصل أهل توحيد ثم سرت إليها نزعات الشرك ممن دخل فى دينهم من المشركين كان هذا مظنّة التشديد فى مؤاكلتهم ومنا كحتهم ، كما شدد فى أكل ذبائح مشركى العرب ونكاح نسائهم ، فذكر أنا لا نعاملهم معاملة المشركين فى ذلك ، بل تحل لنا مؤاكلتهم ونكاح نسائهم فقال :
(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ) أي اليوم أحلّت لكم الطيبات على سبيل التفصيل بعد أن كانت حلالا بالإجمال ، وصار حكمها مستقرا ثابتا.
(وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ) الطعام هنا الذبائح لأن غيرها حلال بأصله ، والذين أوتوا الكتاب : هم اليهود والنصارى أي وذبائح أهل الكتاب ممن