مُتَقابِلِينَ (٤٤) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥) بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦) لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (٤٧) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (٤٩))
تفسير المفردات
بكأس : أي بخمر ، من معين : أي من نهر ظاهر للعيون جار على وجه الأرض ، لذة : أي ذات لذة ، غول : أي صداع ، ينزفون : أي لا تذهب عقولهم بالسكر كما ينزف الرجل ماء البئر وينزعه ، قاصرات الطرف : أي قصرن أبصارهن على أزواجهن لا يمددن طرفا إلى غيرهم ، عين واحدتهن عيناء : أي واسعة العيون في جمال ، المكنون : المستور الذي لا تمسه الأيدى ولا يصاب بالغبار.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر فيما سلف حوار الأتباع والرؤساء من أهل الضلال وإلقاء كل منهما تبعة ما وقعوا فيه من الهلاك على الآخرين ـ بين هنا أن لا فائدة من مثل هذا الخصام والجدل ، فإن العذاب واقع بكم لا محالة جزاء ما قدمتم من عمل ، ثم أردفه ما يلقاه عباده المخلصون من النعيم المقيم ، واللذات التي قصها علينا في تلك الآية مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح
(إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ) أي إنكم أيها الكفار المجرمون لتذوقون العذاب الأليم الذي لا تنفك أو جاعه عنكم ، وما هو أبدا بمزايلكم.
ثم بين العلة في لحوقه بهم فقال :