الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٨٦) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٨٧) وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (٨٨) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٨٩))
تفسير المفردات
سبحان رب السموات : أي تنزيها له عن كل نقص ، يصفون : أي يقولون كذبا بأن له ولدا ، فذرهم : أي فاتركهم ، يخوضوا : أي يسلكوا فى باطلهم مسلك الخائضين فى الماء ، ويلعبوا : أي يفعلوا فى أمورهم الدنيوية فعل اللاعب الغافل عن عاقبة ما يعمل ، يومهم : هو يوم القيامة ، إله : أي معبود بحق لا شريك له ، يدعون : أي يعبدون ، من شهد بالحق : أي من نطق بكلمة التوحيد ، يؤفكون : أي يصرفون ، وقيله : أي قوله : قال أبو عبيدة : يقال قلت قولا وقالا وقيلا ، وفى الخبر «نهى عن قيل وقال» ، فاصفح عنهم : أي اعف عنهم عفو المعرض ولا تقف عن التبليغ ، سلام : أي سلام متاركة لكم بسلامتكم منى وسلامتى منكم.
المعنى الجملي
أمر الله نبيه صلّى الله عليه وسلّم أن يقول للمشركين إحقاقا للحق : إن مخالفته لهم فى عبادة ما يعبدون لم يكن بغضا منه لهم ولا عداوة لمعبوديهم ، بل لاستحالة نسبة ما نسبوه إليهم وبنوا عليه عبادتهم لهم من كونهم بنات الله ، تنزه ربنا عما يقولون ، ثم أمره أن يتركهم وشأنهم حتى يأتى اليوم الذي يلاقون فيه جزاء أعمالهم وأقوالهم
(٨ ـ مراغى ـ الخامس والعشرون)