المعنى الجملي
أقسم جلت قدرته بكتابه الكريم المبين لما فيه صلاح البشر إنه أنزل القرآن فى ليلة القدر لإنذار العباد وتخويفهم من عقابه ، وإن هذه الليلة يفصل فيها كل أمر حكيم ، فيبين فيها التشريع النافع للعباد فى دنياهم وآخرتهم ، وهو رب السموات والأرض وما بينهما فلا تخفى عليه خافية من أمرهم ، وهو الذي بيده إحياؤهم وإماتتهم ، وهو ربهم ورب آبائهم الأولين ، ولكنهم يمترون بعد أن وضح الحق ، وأفصح الصبح لذى عينين.
الإيضاح
(حم) أسلفنا الكلام فى مثل هذا من قبل :
(وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) أقسم ربنا جلت قدرته بكتابه المجيد إنه بدأ ينزل القرآن فى ليلة مباركة هى ليلة القدر التي هى خير من ألف شهر كما جاء فى قوله «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» من شهر رمضان كما قال سبحانه «شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ».
والخلاصة ـ إن بدء نزوله كان فى ليلة القدر ثم نزل منجما بعد ذلك فى ثلاث وعشرين سنة بحسب الوقائع حالا فحالا ، وقد عقد السيوطي فى كتابه «الإتقان» أبوابا لنزول القرآن فقال : باب ما نزل منه صيفا. باب ما نزل منه شتاء. باب ما نزل منه سفرا. باب ما نزل منه حضرا. باب ما نزل منه فى الأرض. باب ما نزل منه فى السماء. باب ما نزل منه بين الأرض والسماء. باب ما نزل منه بمكة. باب ما نزل منه بالمدينة. باب ما نزل بين مكة والمدينة ـ إلى آخر ما قال فليراجع فإن فيه فوائد نفيسة.