مع أنّك عرفت أن الأقوى وجوب مطلق الذكر في سجدة الصلاة.
ولعلّ المقام أيضا كذلك ، ويكون حال الأذكار المذكورة حال «سبحان ربّي العظيم وبحمده» في الركوع ، و «سبحان ربّي الأعلى وبحمده» في السجود.
وفي «الذخيرة» : إنّ المشهور وجوب مطلق الذكر فيهما. إلى أن قال : وعلى تقدير وجوب الذكر هل يتعيّن فيه ما ذكر؟ قال جماعة من الأصحاب : نعم (١) ، والأشبه لا ، وهو قول الشيخ (٢) ، نظرا إلى إطلاق الأدلّة (٣) ، انتهى.
ولا شكّ في أنّ الاحتياط في عدم الخروج عن الذكر المذكور في الأخبار ، بل قوله عليهالسلام : «تقول» ظاهر في الوجوب ، والإطلاق قد عرفت حاله ، إذ المطلق ما يكون معناه معروفا ولم يقيّد ، والشرعي لا يعرف إلّا من الشارع ، وله أجزاء وشروط بالبديهة مثل النيّة وغيرها ، وكما لم يتعرّض لمحلّ النزاع لم يتعرّض لغيره أيضا ، سيّما والحاضر في الأذهان سجدة الصلاة.
وسيجيء أنّهم اعتبروا في ماهيّتها ما اعتبر في سجدة الصلاة بناء على انصراف الإطلاق إليها.
وبالجملة ؛ ما توهّمه من الإطلاق بديهي الفساد.
ولعلّ اختيار «بسم الله وبالله السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته» أولى. لما ذكره الصدوق في أماليه عند ذكر دين الإماميّة الذي يجب الإقرار به ، حيث قال فيه : ويقال فيهما : «بسم الله وبالله السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته» (٤).
__________________
(١) المقنع : ١١٠ ، المقنعة : ١٤٨ ، المراسم : ٩٠ ، الكافي في الفقه : ١٤٨ ، السرائر : ١ / ٢٥٨ و ٢٥٩.
(٢) المبسوط : ١ / ١٢٥.
(٣) ذخيرة المعاد : ٣٨١ و ٣٨٢.
(٤) أمالي الصدوق : ٥١٣ المجلس : ٩٣.