عندهم ، بل وواقعا أيضا ، كما مرّ في مبحثه.
مع أنّه لا يلزم أن يكون بالحصى ومثله ، بل يصير بمجرّد حركة الإصبع وضمّه ، ولا يضرّ ضمّه في الصلاة قطعا ، غاية ما في الباب أن يكون ترك الأولى ، مع أنّه ربّما يتأتّى بحركته أيضا ، وربّما يتأتّى بضبط آدمي من الخارج له في غاية السهولة ، بل والتسلّط عليه شرعا ، مثل أن يكون مملوكا له أو أجيرا ، بل الولد أيضا يجب عليه إطاعة والديه عموما ، الّا في عصيان الله تعالى.
بل نقول : ربّما يمكن العلاج بالسعي والاهتمام في إحضار القلب في الصلاة ، وتوجيهه إليه تعالى ، وقطع النظر عن الدنيا ومشوّقاتها (١) ، فإنّا جرّبنا أنفسنا أنّه عند أحدهما لا يحصل لنا شكّ فضلا عن كثرته ، وسيّما عند أوّلهما فضلا عن اجتماعهما.
فنقول ـ وبالله التوفيق ـ : إنّ كثرة الشكّ متفاوتة شدّة وضعفا.
فمنها ، الضعيفة التي بأدنى حضور القلب ترتفع وتنعدم ، كما قلنا.
ومنها ، ما هو أشدّ منه لا ترتفع بالأدنى ، بل بالأشدّ منه.
ومنها ، ما هو أشدّ منه لا ترتفع إلّا بتخفيف الصلاة.
ومنها ، ما لا ترتفع عنه (٢) أيضا ، لكن ترتفع بالعدّ بالحصى وأمثاله.
ومنها ، ما لا ترتفع به أيضا ، وهذا الأخير لا شكّ في دخوله في الأخبار السابقة فقط.
وكذلك غيره من المراتب السابقة عليه ، إذا كان من الشيطان ، مريدا منه أن يطيعه ويعصي ربّه ، على حسب ما عرفت (٣) من مراتبه ومدارجه ، لما عرفت من
__________________
(١) في (د ١ ود ٢) و (ز ٣) : ومشوّشاتها.
(٢) في (د ١) : منه.
(٣) في (د ١) : عرفته.