صحيحة ابن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام قال : سألته عن السهو في النافلة ، فقال : «ليس عليك سهو» (١).
ومرسلة يونس المعتبرة التي ذكرناها في مسألة عدم السهو على المأموم والإمام ، لتضمّنها لقوله عليهالسلام : «وليس في النافلة سهو» (٢).
فإنّ المتبادر من عدم السهو فيها البناء ، على أنّ ما صدر منه صحيح تامّ لا يحتاج إلى تدارك ، كما في قولهم عليهمالسلام : «لا سهو على من كثر سهوه» (٣). وقولهم عليهمالسلام : «ليس على السهو سهو» (٤) ، وغير ذلك.
مع احتمال أن يكون المراد منه في المرسلة (٥) بطلان النافلة بالسهو ، كما في المغرب ، وغيرها ممّا ذكر مقدّما عليه.
ولعلّ نظر الصدوق إلى ذلك في تجويزه الإعادة ، ونظره في البناء على الأقلّ على ما ذكرناه ، لكنّه بعيد ، كما لا يخفى.
ويحتمل أن يكون المراد ممّا في الصحيحة والمرسلة ما ذكر في «الأمالي» و «التهذيب» (٦).
ويحتمل أن يكون مطلقات كلمات الفقهاء باقية على إطلاقها ، أي أعمّ من أن يكون الأكثر مصحّحا أو مبطلا ، وكذلك الأقلّ ، ففي صورة البطلان يعيد ، لكنّه
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٣٥٩ الحديث ٦ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٤٣ الحديث ١٤٢٢ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢٣٠ الحديث ١٠٥٠٤ مع اختلاف يسير.
(٢) الكافي : ٣ / ٣٥٨ الحديث ٥ ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٣١ الحديث ١٠٢٨ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٥٤ الحديث ١٨٧ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢٤١ الحديث ١٠٥٤٠.
(٣) وسائل الشيعة : ٨ / ٢٢٧ الباب ١٦ من أبواب الخلل الواقع في الصلاة.
(٤) وسائل الشيعة : ٨ / ٢٤٣ الباب ٢٥ من أبواب الخلل الواقع في الصلاة.
(٥) وسائل الشيعة : ٨ / ٢٤١ الحديث ١٠٥٤٠.
(٦) أمالي الصدوق : ٥١٣ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ١٧٨ ذيل الحديث ٧١٣.