وظهر ذلك من ملاحظة أحاديثه ، ومن الاعتبارات الكثيرة ، مثل إبلاغ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم السلام إليه ، ومدحه إيّاه بأنّ اسمه اسمي ، وشمائله شمائلي ، وأنّه يبقر علم الدين بقرا ، فلقّب بالباقر عليهالسلام من طرف الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
وكان جابر يكثر صحبته ، وهو من أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكانوا يقولون كلّ ما يقول فهو من جدّه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وكان بنو اميّة في زمانه مبتلين ببني العبّاس ، وكلّ منهما كانوا مشغولين بخصمهم ، فانتهز عليهالسلام الفرصة في إعلاء الحق ، كما كان الصادق عليهالسلام أيضا كذلك في أوائل زمانه ، قبل أن يشتغل بنو العبّاس.
مع أنّ مذهب أهل السنّة لم يكن مضبوطا مشيّدا مؤسّسا بتمامه ، أو بعامّته وغالبه ، ولم يظهر بعد التعصّبات والحميّات.
وبالجملة ؛ أسباب ظهور كون أحاديثه مرّ الحقّ في غاية الكثرة.
مع أنّ راوي الأكثر هو زرارة ، وورد أنّ أحدا ليس أصدع بالحقّ منه (٢).
وظهر ذلك من أحاديثه ، ومن طريقة الرواة ، والشيعة ، ومشايخنا المحدّثين ، والفقهاء المتأخّرين ، فضلا عن القدماء بالنسبة إليه ، إلى غير ذلك ممّا ورد في شأنه وشأن نظرائه ، من قولهم عليهمالسلام : «لو لا هؤلاء لاندرست آثار النبوّة» (٣) ، إلى غير ذلك ممّا ورد في شأنه.
مع أنّ في متون هذه الصحاح تأكيدات زائدة ، والمؤكّد من الأخبار راجح على غيره ، بلا تأمّل من أحد.
__________________
٤ / ٢٦٤ الحديث ٥١٠٨.
(١) رجال الكشّي : ١ / ٢١٧ الرقم ٨٨.
(٢) رجال الكشّي : ١ / ٣٥٥ الرقم ٢٢٥.
(٣) رجال الكشّي : ١ / ٣٤٧ الرقم ٢١٧ و ٢١٩.