واعلم أيضا أنّ الاعتماد على ما ذكرنا من رواية زكريّا الأعور (١) وما هو مثلها من الروايات في عدم صحّة السند وعدم جابر معتبر مشكل ، بل فاسد ، سيّما إذا لم يخل عن معارض أو وهن ما في الدلالة ، مثل أنّه ربّما كان الراوي متوهّما كونه عليهالسلام داخل الصلاة ، أو لا يخلو عن شذوذ ما ، فتأمّل جدّا!
والأولى ترك جميع ما ليس من الصلاة ما لم يدع داع ، لمنافاته خشوع الجوارح اللازم لخشوع القلب ، إذ ورد منهم عليهمالسلام : أنّه «لو خشع قلبه لخشعت جوارحه» (٢).
مع أنّ الوجدان أيضا حاكم ، وكثير منها مكروه ، بل ورد أنّ عبث الرجل بلحيته يقطع الصلاة (٣) ، فالأحوط الاجتناب عنه.
قوله : (أو مع السهو). إلى آخره.
اعلم! أنّه صرّح العلّامة وغيره أنّ إبطال الفعل الكثير مختصّ بصورة العمد (٤).
بل في «التذكرة» ادّعى الإجماع عليه (٥) ، وكذلك الشهيد في «الذكرى» واحتجّ عليه بقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «رفع عن أمّتي [تسعة] الخطأ والنسيان .. (٦)» (٧).
وفيه تأمّل ظاهر ، إذ على هذا يلزم عدم الإبطال في صورة الجهل
__________________
(١) راجع! الصفحة : ٥٨ من هذا الكتاب.
(٢) الخصال : ٦٢٨ الحديث ١٠ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٢٦١ الحديث ٩٢٨٣ مع اختلاف يسير.
(٣) تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٧٨ الحديث ١٥٧٥ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٢٦٢ الحديث ٩٢٨٦ مع اختلاف.
(٤) منتهى المطلب : ٥ / ٢٩٣ ، نهاية الإحكام : ١ / ٥٢١.
(٥) تذكرة الفقهاء : ٣ / ٢٩٠ المسألة ٣٢٨.
(٦) التوحيد : ٣٥٣ الحديث ٢٤ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٢٩٣ الحديث ٩٣٨٠ مع اختلاف يسير.
(٧) ذكرى الشيعة : ٤ / ٩.