ويستفاد من الروايات عدم قاطعيّة التبسّم لها ، وهو إجماعيّ أيضا.
ويظهر منها أيضا أنّ التبسّم نوع من الضحك ، كما يظهر من العرف و «القاموس» (١).
فما في «المنتهى» : من قوله : يجب عليه ترك الضحك في الصلاة لا التبسّم ، فلو قهقه عمدا بطلت صلاته (٢) ، يمكن (٣) أن يكون من باب الانصراف إلى الكامل ، بل هذا هو الظاهر من كلامه ، كما لا يخفى على المتأمّل.
وكيف كان ؛ الظاهر من الأخبار والفتاوى انحصار الضحك في القهقهة والتبسّم.
ومقتضى ذلك كون القهقهة شدّة الضحك ، والتبسّم أقلّه ، كما يظهر من «القاموس» (٤).
لكن قال فيه : القهقهة : الترجيع في الضحك ، أو شدّة الضحك ، أو يقول : قه قه (٥) ، بعد ما قال : التبسّم أقلّ الضحك وأحسنه (٦).
ولعلّهما يرجعان إلى أمر واحد ، بأنّ شدّة الضحك لا تحصل إلّا بالترجيع ، كما هو المشاهد عادة.
نعم ؛ ربّما يصدر قه واحد ، ويحفظ نفسه قهرا عن حصول الأزيد منه ، إلّا أنّه نادر ، ومع ذلك يمكن أن يكون ترجيعا منع نفسه عن تحقّقه كاملا وتماما.
__________________
(١) القاموس المحيط : ٤ / ٨١.
(٢) منتهى المطلب : ٥ / ٢٩٢.
(٣) في (ط) : فيمكن.
(٤) القاموس المحيط : ٤ / ٨١ و ٢٩٣.
(٥) القاموس المحيط : ٤ / ٢٩٣.
(٦) القاموس المحيط : ٤ / ٨١.