لكن لا يمكن أن يبنى الأخبار على ذلك ، بأن يحكم بدخوله في القهقهة ، لانصراف الإطلاق فيها إلى الأفراد المتعارفة.
لكن في «الصحاح» : القهقهة في الضحك معروفة ، وهو أن تقول : قه قه (١).
وعلى هذا يبقى أكثر أفراد الضحك غير مذكورة في الأخبار والفتاوى ، وعدم معروفيّة حكمها أصلا منهما.
مع ما عرفت من كون الضحك منحصرا في القهقهة والتبسّم منهما.
وإنّما قلنا : على هذا يبقى. إلى آخره ، لأنّ الذي نجد بالعيان أنّ الضحك بالترجيع ليس بعبارة قه قه ، أي بالقاف والهاء ، بل قلّ ما نجد الضحك كذلك مع الترجيع ، ووجوده غالبا من دون قه قه ، إلّا أن يكون مراد صاحب «الصحاح» من قه قه نفس الترجيع ، كما تعارف التعبير عن السعال باح اح ، وعن حركة نفخ البطن بالقراقر ، وأمثال ذلك.
لكن يبقى الإشكال فيما ذكرنا من تحقّق قه واحد إلّا أن يقال بأنّه تبسّم ، وأنّ الفرق بين التبسّم والقهقهة هو الترجيع وعدمه ، لكنّه خلاف المعروف من العرف ، وخلاف ما صرّح جمع من الأصحاب ، إذ في «شرح اللمعة» : إنّ القهقهة هي الضحك المشتمل على الصوت ، وإن لم يكن فيه ترجيع ولا شدّة (٢).
وعنه أيضا في شرحه للإرشاد : إنّها لغة الترجيع في الضحك ، أو شدّة الضحك ، والمراد هنا مطلق الضحك ، كما صرّح به المصنّف في غير هذا الكتاب (٣).
ولعلّ مراده من غير هذا الكتاب «المنتهى» ، وقد عرفت حاله (٤).
__________________
(١) الصحاح : ٦ / ٢٢٤٦.
(٢) الروضة البهيّة : ١ / ٢٣٤.
(٣) روض الجنان : ٣٣٢.
(٤) راجع! الصفحة : ٧٦ من هذا الكتاب.