السلام ، من شيعته وشيعة أبيه وصحابة جده صلىاللهعليهوآله ، فاذا هم جميعاً عند مواقعهم من صفوف وحداتهم ، في الجيش الذي يستعدّ في « النخيلة ».
ولم يكن في الدنيا كلها ، قابلية أخرى لصيانة التراث الاسلامي على وجهه الصحيح ، كالقابليات التي لفّها جناح هذا الجيش ، بانضواء هذه الكتل الكريمة اليه ، وفيها أفراد الاسرة المطهرة من الهاشميين.
واحتضنت وحدات النخيلة مع هؤلاء ، أجناساً كثيرة من الناس ، أتينا ـ فيما سبق ـ على عرض واسع لمختلف عناصرهم وشتى منازعهم ونتائج أعمالهم.
وكان المضيّ في الزحف ضرورة اقتضاها الظرف الطارئ كما أشير اليه آنفاً.
وما هي الا أيام لم تبلغ عدد الاصابع ، حتى انتظم المعسكران في « المدائن » و « مسكن » أقسام الجيش كلها ، فكان في كل منهما جماعة من الطبقة الممتازة في مسلكها ومعنوياتها واخلاصها ، وجماعات أخرى من طبقات مختلفة منوّعة.
وجاءت هزيمة عبيد اللّه بن عباس ومن معه الى معاوية ، أشبه بعملية تصفية قد تكون نافعة ، لو لم تعزّزها نكبات أخرى من نوعها ومن غير نوعها ، ذلك لانها نخلت معسكر مسكن ، وهو المعسكر الذي نازل العدو وجهاً لوجه ، من الاخلاط التي كانت العضو الفاسد في هذا الجيش.
أما في المدائن فقد كان الحسن وخاصته في سواد من أشباه المهزومين لا يتسنى لهم الوصول الى معاوية فيفرون ، ولا يستفزّهم الواجب فيرضخون. وكانوا في المستقبل القريب ، أداة الكارثة التاريخية ، بما حالوا بين الحسن وبين أهدافه من هذه الحرب ، وبما أغلقوا عليه من طريق الشهادة الكريمة ، وبما أفسدوا عليه كل شيء من أمره ، ( كما مرّ