فقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أذال (١) الناس الخيل ووضعوا السلاح وزعموا أن الحرب قد وضعت أوزارها. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كذبوا بل الآن جاء القتال ، لا تزال فرقة» الحديث ـ وفي حديث عيسى «لا يزال قوم ـ من أمتي يقاتلون على أمر الله عزوجل يزيغ الله تعالى بهم قلوب أقوام وينصرهم عليهم ، حتى تقوم السّاعة أو حتى يأتي أمر الله تعالى. الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وهو يوحي إليّ أني مقبوض غير ملبث ، وإنكم متبعي أفنادا وعقر دار المؤمنين بالشام» [١٣١].
رواه العبّاس بن إسماعيل عن هانئ فزاد في إسناده : الوليد بن عبد الرحمن بن إبراهيم ، وجبير.
أخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، وأنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ، نا العباس بن إسماعيل ، أنبأنا هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة ، أنبأنا عمي إبراهيم بن أبي عبلة ، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي (٢) ، عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل قال : كنت جالسا عند النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : «يوحى إليّ أني مقبوض غير ملبث ، وأنكم متبعي أفنادا (٣) يضرب بعضكم رقاب بعض ، ولا يزال من أمتي أناس يقاتلون على الحق ويزيغ الله تعالى بهم قلوب أقوام ، ويرزقهم منهم حتى تقوم السّاعة ، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وعقر دار المؤمنين بالشام» [١٣٢].
ورواه محمد بن المهاجر بن دينار ، وإبراهيم بن سليمان الدمشقيان ، عن الوليد بن عبد الرحمن.
فأمّا حديث محمد بن المهاجر فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر السندي الفقيهان قالا : أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي (٤) ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم ، أنبأنا محمد بن محمد الباغندي ،
__________________
(١) أذال الناس الخيل : أراد أنهم وضعوا أداة الحرب عنها وأرسلوها (نهاية : ذيل).
(٢) الجرشي بضم الشين وفتح الراء ، هذه النسبة إلى بني جرش بطن من حمير (الأنساب).
(٣) أفنادا أي جماعات متفرقين قوما بعد قوم واحدهم فند (نهاية).
(٤) عن ياقوت «جنزروذ» واسمه محمد بن عبد الرحمن وكنيته أبو سعد. وجنزروذ : قرية من قرى نيسابور.