المثنّى كتاب «فضائل الرس» (١) وحكاه عن عمر المعروف بعمر كسرى أن بيواراسب الملك الكيرواني (٢) بنى مدينة بابل ، ومدينة صور ومدينة دمشق.
قال أبو الحسين وحكى الدمشقيّون ـ ولم يقع إليّ إسناده ـ.
قالوا : كان في زمان معاوية بن أبي سفيان رجل صالح بدمشق من المعوزين (٣) وكان يقصده الخضر عليهالسلام في أوقات يأتيه فيها فبلغ معاوية بن أبي سفيان ذلك. فجاء إليه راجلا فقال له : بلغني أن الخضر ينقطع إليك ، فأحبّ أن تجمع بيني وبينه عندك فقال له : نعم فجاءه الخضر على الرسم ، فسأله الرجل ذلك فأبى عليه وقال : ليس إلى ذلك سبيل. فعرّف الرجل ذلك إلى معاوية فقال : قل له : قد قعدنا مع من هو خير منك وحدّثناه وخاطبناه وهو محمّد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولكن اسأله عن ابتداء [بناء](٤) دمشق كيف كان فقال : نعم صرت إليها رأيت موضعها بحرا مستجمعا فيه المياه ثم غبت عنها خمسمائة سنة ، ثم صرت إليها فرأيتها غيضة ، ثمّ غبت عنها خمسمائة سنة ، ثم صرت إليها فرأيتها بحرا كعادتها الأولى ، ثم غبت عنها خمسمائة عام وصرت إليها فرأيتها قد ابتدأ فيها البناء ونفر يسير فيها.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي الحافظ ، نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور ، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف السّجستاني ، أنا أبو عبيد السري بن يحيى التميمي [أنا](٥) شعيب بن إبراهيم التميمي [نا سيف بن عمر التميمي](٦) الأسدي.
قال : وأما فارس والروم فإنهم لم يزالوا في ملك منظور مذ بادىء الدهر حتى بعث الله رسوله عليه الصلاة والسّلام فجمع له ملك الأشدّين إلى ملك العرب ، وملك من
__________________
(١) كذا بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة ، وفي المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع : الفرس.
(٢) كذا بالأصل ، وفي مخطوط الخزانة العامة «الكرواني» وفي مختصر ابن منظور ١ / ٤٤ والمجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع : «الكيوناني».
(٣) في مخطوطة الخزانة العامة : «المستورين».
(٤) سقطت من الأصل ، واستدركت فوق السطر فوق لفظة دمشق ، واللفظة مثبتة في مخطوطة الخزانة العامة.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ومخطوطة الخزانة العامة واستدركت عن المجلدة الأولى من ابن عساكر ١ / ١٢ وفيها «الأسيدي» بدل الأسدي.
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ومخطوطة الخزانة العامة واستدركت عن المجلدة الأولى من ابن عساكر ١ / ١٢ وفيها «الأسيدي» بدل الأسدي.