الروم عشرة أهل أبيات فأوّل بيوتاتهم (١) ملك بالغ وبنوه ، في زمان بالغ صنع ماء الذهب ، ثم خرج منهم الملك إلى تمنع فمكث فيهم يسيرا ثم خرج منهم إلى علوي ، فمكث فيهم قليلا ثم خرج منهم إلى تبيت ثم خرج منهم إلى اهليما ثم صار بعده إلى إيليا وبه سميت إيلياء ثم تحول الملك إلى يمين فملك من ولده فترك ثم مبصر ثم جيرون وهو الذي نزل بدمشق وبه سمي باب جيرون. ثم ملك بعدهم مهاطيل وتحول (٢) الملك إليه وتزوج إلى النوبة (٣) فولد له الأصفر وكان الملك فيهم ، ثم انقرضوا فتحول إلى صيفون ومنهم القياصر فملك بعد قيصر هرقل وكان آخر بني هرقل الأخرم.
قرأت بخط شيخنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري فيما ذكر أن نقله من كتاب فيه أخبار الكعبة وفضائلها وأسماء المدن والبلدان وأخبارها. قال أبو البختري : ولد إبراهيم عليهالسلام على رأس ثلاثة آلاف ومائة وخمسين (٤) سنة من جملة الدهر الذي هو سبعة آلاف سنة. قال : وذلك بعد بنيان دمشق بخمس سنين. وهي جيرون عند باب مدينة دمشق من بناء سليمان بنته الشياطين ، وكان الشيطان الذي بناه يقال له جيرون فسمي به ، وهي سقيفة مستطيلة على عمد ، وحوله مدينة تطيف بجيرون.
وقيل : إن دمشق بناها دمشقيين (٥) غلام كان مع الإسكندرية.
وبلغني من وجه آخر أنه لما رجع ذو القرنين من المشرق وعمل السّدّ بين أهل خراسان وبين يأجوج ومأجوج وسار يريد المغرب ، فلما أن بلغ الشام وصعد على عقبة دمّر (٦) ابصر هذا الموضع الذي فيه اليوم مدينة دمشق. وكان هذا الوادي الذي يجري فيه نهر دمشق غيضة أرز. والأرزة التي وقعت في سنة ثلاثمائة وثلاث عشرة من بقايا تلك الغيضة. فلما نظر ذو القرنين إلى تلك الغيظة وكان هذا الماء ـ الذي في هذه الأنهار اليوم مفترق ـ مجتمعا في واد (٧) واحد. فأخذ الاسكندر وهو ذو القرنين يتفكر كيف يبني
__________________
(١) في مخطوطة الخزانة العامة : بنيانهم.
(٢) عن المجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر ، وبالأصل ومخطوطة الخزانة العامة «ونحو».
(٣) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة «النبوة» والمثبت عن المجلدة الأولى.
(٤) في ياقوت : ومائة وخمس وأربعين سنة.
(٥) كذا بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة. وفي مختصر ابن منظور : دمسقس.
(٦) دمّر : عقبة دمر مشرفة على غوطة دمشق ، وهي من جهة الشمال في طريق بعلبك.
(٧) بالأصل «وادي».