إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ولا تقبح ، ولا تهجر إلّا في البيت» ثم قال : «هاهنا تحشرون هاهنا تحشرون هاهنا تحشرون ـ ثلاثا ـ ركبانا ومشاة وعلى وجوهكم توفون يوم القيامة سبعين (١) أمة أنتم آخر الأمم وأكرمها على الله عزوجل وعلا تأتون يوم القيامة ، وعلى أفواهكم الفدام أول ما يعرب عن أحدكم فخذه» قال ابن أبي بكير : وأشار بيده إلى الشام فقال : «إلى هاهنا تحشرون» [٢٠٨].
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أبو بكر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، نا عفان ، نا حمّاد بن سلمة ، أنا أبو قزعة الباهلي ، نا حكيم بن معاوية ، عن أبيه قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : ما أتيتك حتى حلفت عدد أصابعي هذه أن لا آتيك ـ أرانا عفان ، وطبق كفيه ـ فبالذي بعثك بالحق ما الذي بعثك به؟ قال : «الإسلام» قال : وما الإسلام؟ قال : «أن يسلم قلبك لله عزوجل وأن توجه وجهك إلى الله ، وتصلي الصّلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، أخوان نصيران لا يقبل الله جل وعز من أحد توبة أشرك بعد إسلامه» قلت : ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال : «تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلّا في البيت» قال : «تحشرون هاهنا ـ وأومى بيده نحو الشام ـ مشاة وركبانا وعلى وجوهكم ، وتعرضون على الله تعالى وعلى أفواهكم الفدام فأول ما يعرب عن أحدكم فخذه» وقال : «ما من مولى يأتي مولى له فيسأله من فضل عنده فيمنعه إلّا جعله الله [عليه](٢) شجاعا ينهشه قبل القضاء» [٢٠٩].
قال عفان : يعنى بالمولى ابن عمه.
قال : وقال : إن رجلا ممن كان قبلكم رغسه (٣) الله مالا وولدا حتى ذهب حتى ذهب عصر وجاء آخر ، فلما احتضر قال لولده : أي أب كنت لكم؟ قالوا : خير أب فقال : هل أنتم مطيعي وإلّا أخذت مالي منكم انظروا إذا أنا مت أن تحرقوني حتى تدعوني حمما ثم اهرسوني بالمهراس وأدار رسول الله صلىاللهعليهوسلم يده حذاء ركبتيه فقال
__________________
(١) زيادة عن المطبوعة ١ / ١٦٦.
(٢) رغس : أرغسه الله مالا : أكثر له وبارك فيه كرغسه (قاموس).
(٣) في مسند أحمد ٤ / ٤٤٧ «فحما» وهما بنفس المعنى.