فسلمت عليه فقال : «أعوف؟» قلت : نعم يا رسول الله قال : «ادخل» قال : أدخل كلي أم بعضي؟ قال : «بل كلك» قال : فقال (١) «عدد ستا بين يدي الساعة أوّلهن موتي» قال : فاستبكيت حتى جعل رسول الله يسكتني (٢) قال : «قل إحدى والثانية فتح بيت المقدس ، قل اثنين. والثالثة : يكون فتنة في أمتي وعظمها ، قل ثلاث. والرابعة موتان (٣) يقع في أمتي يأخذهم كقعاص (٤) الغنم ، قل أربع. والخامسة يفيض المال فيكم على أن الرجل ليعطي المائة دينار فيظل يسخطها. قل خمسا. والسّادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر (٥) ، يسيرون (٦) إليكم على ثمانين غاية ، تحت كل غاية اثني عشر ألفا ، فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة ، فيها مدينة يقال لها دمشق» [٢٥٣].
وأخبرناه أبو المعالي صالح بن شافع بن صالح بن حاتم الجيلي الحنبلي ، أنا أبو الفضل محمد بن محمد بن الطّيّب الصّبّاغ ـ قراءة عليه ـ أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدّل ـ قراءة عليه ـ أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، نا عبد الكريم بن الهيثم العاقولي ، نا أبو اليمان ح.
وأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه ، وحدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أبو زرعة الدّمشقي ، نا أبو اليمان الحكم بن نافع.
قال : ونا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة ، نا أبو المغيرة ، قالا : نا صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك ، قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو في بناء له فسلمت عليه فقال لي : «عوف» فقلت : نعم فقال لي : «ادخل» فقلت : كلي أو بعضي قال : «بل كلك» فقال لي : «يا عوف اعدد ستا بين يدي السّاعة أوّلهن موتي» فاستبكيت حتى جعل يسكتني (٧) ثم قال لي : «قل إحدى» قلت : إحدى قال : «والثانية فتح بيت المقدس قل ثنتان» فقلت : ثنتان قال : «والثالثة موتان
__________________
(١) في مختصر ابن منظور ١ / ٩٥ : فقال لي : يا عوف ، اعدد ستّا ...
(٢) في مختصر ابن منظور : يسكنني.
(٣) الموتان : الموت الكثير الوقوع.
(٤) القعاص : داء في الغنم لا يلبثها أن تموت (القاموس).
(٥) بنو الأصفر : الروم.
(٦) في مختصر ابن منظور ١ / ٩٥ فيسيرون.
(٧) الموتان : الموت الكثير الوقوع.