أنه سأل رجلا أين يسكن؟ قال : الغوطة. قال له مكحول : ما يمنعك أن تسكن دمشق فإن البركة فيها مضعّفة.
قال : وأنا محمد بن جعفر بن (١) محمد بن أحمد بن يحيى بن حمزة ، نا جدي أحمد بن محمد ، نا أبي ، عن أبيه يحيى بن حمزة ، نا عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، حدثني يحيى بن يحيى قال : قال لي عبيد بن يعلى وهو رجل من أهل بيت المقدس كان بعسقلان وكان عالما : ارحل من فلسطين والحق بدمشق فإن بركات الشام كلها مسوقات إلى دمشق.
قال : وأنا أحمد بن عمير بن يوسف ، نا أحمد بن عبد الواحد ، نا أبو اليمان الحكم بن نافع ، نا صفوان بن عمرو ، عن أمه أم الهجرتين ابنة عوسجة بن أبي ثوبان ، أن عمرو بن هرم السّكسكي أراد أن ينقلها إلى دمشق فاستعانت عليه بذي قرابتها جابر بن آزاد المقرائي (٢) فلم يزل به حتى أعفاها من النقلة فقال عمرو بن هرم : فإني أبيع داري بدمشق وما أصنع بها وأنا عنها غائب. فقال جابر بن آزاد : لا تفعل فو الله لقد حدّثنا أنه سيأتي على الناس زمان لمربض ثور في دمشق خير من دار عظيمة بحمص ، وإنها لمعقل المسلمين.
كذا قال. ازاد بإثبات الألف في الموضعين ، وإنما هو جابر بن أزد بغير ألف ، وهو ذو قرنات الحمصي.
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن أبي محمد عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي ، أنا أبو عمر بن فضالة ، نا أحمد بن أنس وإبراهيم بن عبد الرحمن دحيم (٣) قالا : نا عمران بن أبي جميل (٤) ، نا سليمان بن عتبة ، عن يونس بن ميسرة ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن كعب الأحبار قال : كل بناء بناه العبد يحاسب عليه إلّا بناء دمشق.
__________________
(١) في خع : بن أحمد بن محمد بن يحيى.
(٢) المقرائي بضم الميم وقيل بفتحها ، هذه النسبة إلى مقرى ، قرية بدمشق (الأنساب ، وذكر ممن انتسب إليها جابر بن آزاد).
(٣) في المطبوعة : رحيم بالراء ، تحريف.
(٤) عن خع وبالأصل : حميل.