بعده ينزل في عساكرها أسباطا. وكان بين كل جندين فرجة ، وطريق للعامة ، ومجال للخيل. ومركز لها ، إن كانت فزعة من ليل أو نهار. قلت : فأين كان ينزل والي (١) الصّائفة؟ وفيمن؟ قال كان ينزل بخاصته ورهطه في القلب في أهل دمشق ، ثم ينزل أجناد الشام يمنة ويسرة.
قال : وحدثني شيخ من قدماء المشيخة ممن كان يلزم الجهاد أنهم كانوا إذا كان اللقاء تقدم ربع قريش من أهل دمشق حتى يكونوا عند راية الأمير والجماعة. ثم ربع كندة من جند دمشق عن يمنتهم (٢).
قال الوليد : وقالوا ـ يريد المشيخة ـ لأن دمشق كانت عند سير أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الشام ووجه (٣) الشام ، إليها ساروا ، وبها بدءوا ، فلما فتحوا كان غيرها من مدائن الشام لها تبعا. قال : فاتّخذها أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم دارا وفسطاطا ومجتمعا ، وفيها منزل واليهم الأعظم وبيت مالهم.
أخبرنا الشريف أبو القاسم الحسيني ، أنا رشأ بن نظيف المقرئ ، أنا الحسن بن إسماعيل المصري ، أنا أحمد بن مروان الدّينوري ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا [حدّثنا](٤) سليمان بن أبي شيخ قال : سألت أبا سفيان الحميري (٥) : كم كان جند بني أمية؟ قال : ثلاثمائة ألف ، وخمسون ألفا من أهل الشام ، ومائة وخمسون ألفا من أهل العراق.
__________________
(١) عن خع ومختصر ابن منظور وبالأصل : قال.
(٢) في المطبوعة : يمينهم.
(٣) كذا بالأصل وخع : «ووجه».
(٤) زيادة عن المطبوعة.
(٥) عن خع وبالأصل : الخميري.