أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني ، وعبد الله بن أحمد بن عمر بن السمرقندي ، قالا : أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك ، نا أنس بن السلم ، نا الحسن بن يحيى القرشي ، نا إبراهيم اليماني ، قال : قدمت من اليمن فأتيت سفيان الثوري فقلت : يا أبا عبد الله إني جعلت في نفسي أن أنزل جدّة فأرابط بها كل سنة وأعتمر في كل شهر عمرة ، وأحج في كل سنة حجة ، وأقرب من أهلي ، أحبّ إليك أم آتي الشام؟ فقال لي : يا أخا أهل اليمن عليك بسواحل الشام ، عليك بسواحل الشام. فإن هذا البيت يحجه في كل عام مائة ألف ، ومائة ألف وثلاثمائة ألف ، وما شاء الله من التضعيف ، لك (١) مثل حجهم وعمرهم ومناسكهم.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزوّر ، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السّمسار ، أنا أبو أحمد عبد الله بن بكر ، نا أبو علي أحمد بن علي بن مهدي الرّقّي ، نا هلال بن العلاء الباهلي ، حدثني أبو يوسف محمد بن أحمد ، نا أبو خليد (٢) عتبة بن حمّاد الدمشقي ، عن مالك بن أنس قال : قال لي أبو جعفر المنصور يوما : ما على ظهرها أحد أعلم منك؟ قلت : بلى. قال : فسمّهم لي. قلت : لا أحفظ أسماءهم قال : قد طلبت هذا الشأن في زمان بني أمية فقد عرفته. أما أهل العراق فأهل إفك وباطل وزور ، وأما أهل الشام فأهل جهاد وليس فيهم كبير (٣) علم ، وأما أهل الحجاز ففيهم بقية العلم ، وأنت عالم الحجاز.
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي ، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، أنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطّة العكبري قال : قرئ على أبي القاسم البغوي ، نا أبو همّام الوليد بن شجاع ، نا الوليد بن مسلم ، عن محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس ، عن خريم بن فاتك الأسدي صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أهل الشام سوط الله تبارك وتعالى
__________________
(١) عن خع وبالأصل «له».
(٢) تقريب التهذيب : خليد بالتصغير.
(٣) الأصل وخع ، وفي مختصر ابن منظور ١ / ١١١ «كثير علم».