دحيم ، نا الوليد بن مسلم ، نا سعيد ، عن سليمان قال : إذا وجدت علم الرجل حجازيا ، وسخاءه عراقيا ، واستقامته استقامة شامية فهو رجل.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني ، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنبأ أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمد بن جرير (١) قال : قال إسحاق ـ أظنه الموصلي ـ حدّثت (٢) عن عبد الله بن الربيع قال : قال أبو جعفر لإسماعيل بن عبد الله : صف لي الناس فقال : أهل الحجاز مبتدأ الإسلام وبقية العرب ، وأهل العراق ركن الإسلام ومقاتلة عن الدين ، وأهل الشام حصن الأمة وأبنية (٣) الأمة ، وأهل خراسان فرسان الهيجاء أو أعنّة الرجل (٤) ، والترك منابت الحصون (٥) وأبناء المغازي ، وأهل الهند حكماء استغنوا ببلادهم فاكتفوا بها عما سواها (٦) ، والروم أهل كتاب وتدين نجاهم (٧) من القرب إلى البعد ، والأنباط كان ملكهم قديما فظهر (٨) لكلّ قوم عبيد. قال : فأي الولاة أفضل؟ قال : الباذل للعطاء ، والمعرض عن السيئة. قال : فأيهم أخرق؟
[قال :](٩) أنهكهم للرعية ، وأتعبهم لها بالخرق والعقوبة. قال : فالطاعة على الخوف أبلغ في حاجة الملك له الطاعة على المحبة؟ قال : يا أمير المؤمنين الطاعة على الخوف تسرّ العدو (١٠) وتبالغ (١١) عند المعاينة ، والطاعة على المحبة تضم (١٢) الاجتهاد ، وتبالغ (١٣) عند الغفلة. قال : فأي الناس أولاهم بالطاعة؟ قال : أولاهم
__________________
(١) بعدها بالأصل : «قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ...» والعبارة مقحمة وأثبتنا الصواب عن خع. وانظر تاريخ الطبري ٨ / ٧٠ حوادث سنة ١٥٨.
(٢) عن الطبري ، وبالأصل وخع : حديث.
(٣) الأصل وخع ومختصر ابن منظور ١ / ١٢٤ وفي الطبري : وأسنّة.
(٤) في خع : «أو أعنة الرجال» وفي الطبري : «وأعنّة الرجال» وفي مختصر ابن منظور : وأعنّة الرجاء.
(٥) في الطبري : «الصخور» وفي المصادر كالأصل.
(٦) الطبري : عما يليهم.
(٧) الأصل وخع ، وفي المصادر الباقية : نحاهم.
(٨) في المصادر : فهم.
(٩) زيادة عن الطبري.
(١٠) الأصل وخع وفي الطبري ومختصر ابن منظور : الغدر.
(١١) في مختصر ابن منظور : وتتابع.
(١٢) في الطبري : تضمر.
(١٣) في مختصر ابن منظور : وتتابع.