لا يليق من اختراعات المخترعين. وقد كان معاوية يأمر بحضور الجمعة أهل القرى القاصية ، من ساكني قين (١) وقردا (٢) وزاكية (٣) فكيف يظنّ به أنه أخّرها عن حاضرتها من مرتقبي تأديتها ومنتظريها؟ وهذا ما لا يظنه به إلّا أهل الغباوة ولا يكلفه في حق ذلك القرن إلّا أهل الشقاوة.
وقد أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي ، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي الفقيه ، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرّزّاق بن الفضيل الكلاعي ح.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي المؤدب ، نا نصر بن إبراهيم ، قالا : أنا أبو الحسن محمد بن عوف المزني ، أنا أبو علي الحسن بن منير التنوخي ، أنا أبو بكر محمد بن خريم العقيلي ، نا هشام بن عمّار ، نا عمرو بن واقد ، نا يونس بن حلبس ، قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر ، منبر دمشق يقول : يا أهل قردا ، يا أهل زاكية ، يا أداني البثنيّة (٤) الجمعة الجمعة. وربّما قال : يا أهل قين ، يا قاضي (٥) الغوطة الجمعة الجمعة لا تدعوها.
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي خع «بين» وقين ماء لفزارة! ولعلها قينية قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق (معجم البلدان).
(٢) قردا : بالتحريك ، كذا ورد في معجم البلدان.
(٣) زاكية : قرية من قرى حوران (انظر المطبوعة ١ / ٣٥٣).
(٤) البثنيّة قرية بين دمشق وأذرعات (ياقوت).
(٥) في مختصر ابن منظور : يا أقاصي الغوطة.