طاحونتها بدمائهم ، فأنزل الله على المسلمين نصره ، وقتلت يومئذ أمّ حكيم (١) أربعة من الروم بعمود فسطاطها.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، أنا محمد بن عمر ، حدثني سعيد بن راشد ، عن عطية بن قيس ، عن أبي العوام مؤذن بيت المقدس ، قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث في بيت المقدس يقول : شهدنا أجنادين ونحن يومئذ عشرون ألفا وعلى الناس يومئذ عمرو بن العاص ، فهزمهم الله تعالى وتفرقوا. ففاءت فئة (٢) إلى فحل في خلافة عمر بن الخطاب ، فسار إليهم عمرو بن العاص في الناس حتى نفاهم عن فحل.
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أحمد بن أشليها (٣) المقرئ وابنه أبو الحسن علي ، قالا : أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات ، أنبأ أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، نا ابن عائذ ، نا محمد بن عمر ، عن سعد بن راشد ، عن عطية بن قيس ، عن أبي العوام مؤذن بيت المقدس قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث في بيت المقدس يقول : شهدنا أجنادين ونحن يومئذ عشرون ألفا وعلى الناس يومئذ عمرو بن العاص فهزمهم الله تعالى ففاءت فئة (٣) إلى فحل في خلافة عمر رضياللهعنه ، فسار إليهم في الناس عمرو بن العاص فنفاهم إلى (٤) فحل.
قال محمد بن عمر : وأهل الشام قاطبة وعامة رواتنا يقولون : إن أجنادين كانت قبل فحل ، وهي في ولاية أبي بكر ، وكان (٥) فحل في ذي القعدة في خلافة عمر على رأس خمسة أشهر من خلافته.
__________________
(١) وهي أم حكيم بنت الحارث بن هشام المخزومي وكان قد أعرس بها خالد بن سعيد بن العاص ـ في صبيحة يوم الوقعة ـ وقد بلغها مصابه ، فانتزعت عمود الفسطاط فقاتلت به فيقال إنها قتلت سبعة نفر (فتوح البلدان ـ البلاذري ص ١٢١).
(٢) بالأصل وخع «قيد» والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٣) عن المطبوعة وبالأصل «استلها».
(٤) كذا.
(٥) كذا.