في رجب سنة خمس عشرة فاقتتل الناس قتالا شديدا حتى دخل عسكر المسلمين ، وقاتل نساء من قريش بالسيوف حين دخل العسكر ، منهن أم حكيم بنت الحارث بن هشام حتى سابقن (١) الرجال.
أخبرنا أبو الحسين الخطيب ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حيان ، أنا أبو العباس بن الزفتي (٢) ، أنا محمد بن محمد بن مصعب ، نا محمد بن المبارك ، نا الوليد ، قال : وأخبرني صفوان بن عبد الرّحمن بن جبير : أن المسلمين صالحوا أهل مدينة دمشق وأهل حمص ، وقيصر يومئذ وجنوده بأنطاكية يريد أن يدخل بهم بلاده ، وتأتي بطارقته من الروم وأهل قنّسرين وأهل الجزيرة ذلك عليه. يسألونه أن يسير بهم (٣) فيقاتلوا المسلمين ويأبى عليهم فقالوا : فاعقد لرجل وسيّرنا معه. ففعل فعقد لباهان (٤) الرومي الأرمني وسير معه من روم الروم مائتي ألف ، وسار من روم قنّسرين وأهل الجزيرة وغيرهم بشر كثير. فبلغ ذلك المسلمين الذين على حمص. فأجمع أمرهم على المسير إلى إخوانهم الذين بدمشق فيكون أمرهم واحدا. فقال لهم أهل مدينة حمص : نحن على صلحنا إن ظفرتم لا نكثر عليكم ولا نمد. قالوا : نعم ، وساروا إلى دمشق وسارت الروم على حمص على بعلبكّ ثم على البقاع (٥) ثم على حولة دمشق. فأشفق المسلمون أن يحولوا بينهم وبين إخوانهم الذين بسواد (٦) الأردن وما قبلها فساروا حتى نزلوا الجابية وانضمّ إليهم إخوانهم فكانوا جميعا.
قال : ونا الوليد أخبرني صفوان ، عن عبد الرّحمن بن جبير : أن أمراء الأجناد اجتمعوا في خباء يزيد بن أبي سفيان وهم بالجابية يسمعون خبر عين لهم من قضاعة يخبرهم بكثرة القوم ومنزلهم على نهر الرقاد (٧) ومرج الجولان إذ طاف بهم أبو سفيان
__________________
(١) كذا بالأصل وخع والمطبوعة ١ / ٥٣١ وفي مختصر ابن منظور «سايفن» يعني المضاربة بالسيوف.
(٢) بالأصل «الرقي» وقد تقدم مرارا.
(٣) بالأصل : أن يسيرهم فيقاتلوا المسلمين ويأتي عليهم .. والصواب عن المطبوعة.
(٤) بالأصل : «لنا ماهان» وفي خع : «لناهان» وقد تقدم «ماهان» أو «باهان» وما أثبتناه هنا وافق المطبوعة.
(٥) عن خع وبالأصل «التفاع».
(٦) عن خع وبالأصل «سواد».
(٧) بالأصل «الرواد» والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور.