المسلمين قد رجعت راجعتهم إلى المسلمين ، حمل على من يليه من الروم ، يعطف بعضهم بعضا إلى بعض وزحف المسلمون إليهم رويدا حتى إذا دنوا منهم إذا [هم](١) ينتفضون.
قال فبعث ذلك أبو عبيدة عند ذلك إلى سعيد بن زيد أن شدّ عليهم ، وشدّ المسلمون بأجمعهم عدة واحدة وأظهروا التكبير ثم صكوهم صكة واحدة فطعنوا بالرماح فضربوا بالسيوف وأنزل الله تعالى نصره وما وعد نبيه صلىاللهعليهوسلم ، فضرب الله وجوه أعدائه ومنح أكتافهم وزلزل أقدامهم ، وأنزل الله ملائكة يضربون وجوههم حتى ولّوا المسلمين أكتافهم.
قالوا : قال سعيد بن المسيّب عن أبيه أنه قال : لما جلنا هذه الجولة سمعنا صوتا قد كاد يملأ العسكر يقول : يا نصر الله اقترب ، الثبات الثبات ، يا معشر المسلمين ، فتعطفنا عليه ، فإذا هو أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه.
قالوا : وشدّ خالد في سرعان الناس ، وشدّ المسلمون معه يقتلون كل قتلة ، وركب (٢) بعضهم بعضا حتى انتهوا لى مكان مشرف على أهوية فأخذوا يتساقطون فيها وهم يبصرون (٣) ، وهو يوم ذو ضباب. ومنهم من قال : كان ذلك في الليل ، فأخذ آخرهم لا يعلم ما يلقى أولهم. يتساقطون فيها ، وهم (٤) لا يبصرون وهم يوم ذو ضباب (٥) حتى سقط فيها نحو من ثمانين (٦) ألفا فما أحصوا إلّا بالقصب.
قالوا : وبعث أبو عبيدة شدّاد بن أوس بن أخي حسان بن ثابت بعدهم ، بعد ذلك اليوم بيوم ، فوجد من سقط في تلك الأهوية بعد ما عدّهم بالقصب ثمانين ألفا يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا وسميت تلك الأهوية بالواقوصة من يومئذ حتى اليوم لأنهم وقصوا فيها. فأخذوا وجها آخر. وقتل المسلمون في المعركة (٥) بعد ما أدبروا أما
__________________
(١) عن خع.
(٢) بالأصل «وركن» والصواب عن ابن حبيش.
(٣) بالأصل : «وهم ينصرون» والمثبت عن خع وابن حبيش.
(٤) كذا كررت العبارة بالأصل وخع.
(٥) في ابن حبيش : مائة ألف.
(٦) عن خع وابن حبيش ، وبالأصل «المعرفة».