وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر الجعفي (١) ، أنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن سحنويه ، نا أبو بكر يعقوب بن يوسف المطّوعي (٢) ، نا الربيع بن ثعلب ، نا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار ، عن سفيان الثوري والوليد بن نوح ، والسري بن مصرف (٣) يذكرون ، عن طلحة بن مصرف ، عن مسروق ، عن عبد الرّحمن بن غنم قال : كتبت لعمر بن الخطاب حين صالح أهل الشام ـ وقال للمسلمين أهل الشام :
بسم الله الرّحمن الرحيم ، هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا.
إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملّتنا ، وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلّاية ولا صومعة راهب ، ولا نجدد ما خرب منها ، ولا نحيي ما كان منها في خطط المسلمين ، وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها (٤) أحد من المسلمين في ليل ولا نهار ، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل ، وأن ننزل من مرّ بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم ، ولا نؤوي في منازلنا ولا كنائسنا جاسوسا ، ولا نعلم أولادنا القرآن وأن لا نظهر شركاء ولا ندعو إليه أحدا وأن لا نمنع أحدا من ذوي قراباتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه ، وأن نوقّر المسلمين ونقوم لهم من مجالسنا إذا أرادوا الجلوس ، ولا نتشبه بهم في شيء من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ، ولا نعلين ، ولا فرق شعر ، ولا نتكلم بكلامهم ، ولا نكنا بكناهم ، ولا نركب السروج ، ولا نتقلد السيوف ، ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله معنا ، ولا ننقش خواتيمنا بالعربية ، ولا نبيع الخمور ، وأن نجزّ مقادم رءوسنا ، وأن نلزم زيّنا حيث ما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا ، وأن لا نظهر صلبنا وكتبنا في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ، وأن لا نضرب بنواقيسنا في كنائسنا إلّا ضربا خفيا ، وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء من حضرة المسلمين ، وأن لا
__________________
(١) الأصل وخع وفي المطبوعة : البيهقي.
(٢) هذه النسبة إلى المطوعة وهم جماعة فرغوا أنفسهم للجهاد والغزو ورابطوا في الثغور (الأنساب).
(٣) مرّ قريبا «مطرف» ولعله تصحيف «مصرف».
(٤) بالأصل : «أن لا ينزلها» والمثبت عن خع.