نخرج شعانين ولا باعوثا ، وأن لا نرفع أصواتنا مع موتانا ، ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين وأسواقهم ، ولا نجاورهم بموتانا ، ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين ، وأن نرشد المسلمين ولا نطلع ـ زاد المطّوعي : في منازلهم.
فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه : ولا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملّتنا وقبلنا عليه (١) الأمان. فإن نحن خالفنا عن شيء مما شرطناه لكم وضمناه فلا ذمة لنا وقد حلّ لكم منا ما يحلّ لكم من أهل المعاندة والشقاق.
رواه محمد بن حمير (٢) ، عن عبد الملك (٣) بن حميد.
أخبرنا أبو الحسين الخطيب ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الرّبعي ، أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حسان بن موسى (٤) ، نا أبو العباس بن الزفتي (٥) ـ وهو عبد الله بن عتّاب ـ نا محمد بن محمد بن مصعب المعروف بوحشي ، نا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي ، نا محمد بن حمير ، عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنيّة (٦) ، عن السري بن مصرف ، وسفيان الثوري ، والوليد بن روح ، عن طلحة بن مصرف ، عن مسروق بن الأجدع ، عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري قال : كتبت لعمر بن الخطاب حين صالحوا نصارى الشام :
بسم الله الرّحمن الرحيم.
هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى بلد كذا وكذا.
إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وموالينا وأهل ملتنا وشرطنا على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلّاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها ، ولا نجيء ما كان من خطط المسلمين ، ولا نمنع كنائسنا
__________________
(١) بالأصل : «وقبلتنا غلبة الأمان» والمثبت عن خع.
(٢) بالأصل وخع : «حميد» والصواب ما أثبت وسيأتي.
(٣) عن خع وبالأصل «عبد الرحمن».
(٤) كذا بالأصل ، وفي خع العباس بن محمد بن حسان بن موسى بن حسان.
(٥) بالأصل وخع «الرقي» وقد مرّ تكرارا.
(٦) بالأصل وخع «عتبة» تحريف ، والصواب المثبت والضبط عن التبصير ٣ / ٩٢٧.