أو شيئا؟ فقال : أيّما مصر مصّرته العرب فليس للعجم أن يبنوا فيه كنيسة ـ أو قال : بيعة ـ ولا يضربوا فيه ناقوسا ، ولا يشربوا فيه خمرا ، ولا يدخلوه خنزيرا. وأيما مصر مصّر العجم ففتحه الله على العرب ، فللعجم ما في عهدهم ، وعلى العرب أن يفوا لهم بعهدهم.
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها (١) وابنه أبو علي الحسن قالا : أنا أبو الفضل بن الفرات ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمد بن عائذ ، نا عمر بن عبد الواحد ، عن الأوزاعي ، [حدثني يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثني مولى لآل الزبير قال](٢) حدثني عبد الله بن عمر : أن عمر بن الخطاب قضى على أهل الذمة ضيافة ثلاثة أيام : ما يصلحهم من طعام وعلف دوابهم.
قال ابن عائذ ، وثنا عمر بن عبد الواحد قال : سمعت الأوزاعي يحدث قال : كتب عمر بن الخطاب في أهل الذمة أن من لم يطق منهم ، فخففوا عنه ومن عجز فأعينوه فإنا لا نريدهم لعام ولا لعامين.
أنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور الأصبهاني ـ شفاها ـ أنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن داود (٣) الكاتب ، وأبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو محمد عبد الله بن عبد السلام ، نا بحر بن نصر ، نا بشر بن بكير ، حدثني أبو بكر بن أبي مريم ، حدثني حبيب بن عبيد ، عن ضمرة بن حبيب (٤) قال : قال عمر بن الخطاب في أهل الذمة : سمّوهم ولا تكنوهم وأذلّوهم ولا تظلموهم ، وإذا جمعتكم وإياهم طريق فألجئوهم إلى أضيقها.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه ، ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي ـ لفظا ـ وأبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء ـ قراءة
__________________
(١) بالأصل وخع : «استلها» وقد مرّ.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(٣) في المطبوعة : رواد.
(٤) في مختصر ابن منظور ١ / ٢٣٠ جندب.