محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا ابن وهب ، أنا مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم ، أن عمر بن الخطاب لما افتتح الشام قام إليه بلال فقال : لتقسمنها أو لنضاربنّ عليها بالسيف. فقال عمر : لو لا أني أترك ـ يعني الناس ـ ببّانا لا شيء لهم وما فتحت من قرية إلّا قسمتها سهمانا كما قسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم خيبر ـ زاد البيهقي والخشنامي إلى آخر الحديث. ولكن اتركها لمن بعدهم جزية (١) يقتسمونها.
أنبأنا أبو علي بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن أبو طاهر ، قالا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ح.
وأخبرنا أبو البركات ، أنبأ طراد بن محمد النقيب ، أنبأ أحمد بن علي بن الحسين ، أنبأ حامد بن محمد بن عبد الله ، قالا : أنا علي بن عبد العزيز ، نا أبو عبيد ، ثنا سعيد بن سليمان ، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، ثنا الماجشون ، قال : قال بلال لعمر بن الخطاب في القرى التي افتتحوها عنوة : اقسمها بيننا ، وخذ خمسها.
فقال عمر : لا ، هذا عين المال ، ولكني أحبسه فيئا تجري عليهم وعلى المسلمين. فقال بلال وأصحابه : اقسمها بيننا. فقال عمر : اللهم اكفني بلالا وذويه. قال : فما حال الحول ومنهم عين تطرف (٢).
قال : قال عبد العزيز : وأخبرني زيد بن أسلم قال : قال [عمر](٣) : تريدون أن يأتي آخر الناس ليس لهم شيء. قال أبو عبيد : يعني بالشام.
قال أبو عبيد : وبهذا كان يأخذ مالك بن أنس ، كذلك يروى عنه.
أخبرنا أبو القاسم الشحّامي ، أنبأ أبو بكر البيهقي قال : وفي كل ذلك : يعني أحاديث عمر التي لم ير (٤) بها القسمة دلالة على أن عمر كان يرى من المصلحة إقرار الأراضي ، وكان يطلب استطابة قلوب الغانمين ، وإذا لم يرضوا بتركها فالحجة ، في قسمه (٥) قائمة بما ثبت عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم في قسمة خيبر. وقد خالف الزبير بن العوّام
__________________
(١) عن خع ومختصر ابن منظور ، وبالأصل : «جرية» وفي المطبوعة ١ / ٥٨٥ خزنة.
(٢) عن خع وبالأصل : نظرت.
(٣) الزيادة عن خع.
(٤) بالأصل : «نرى» وفي خع : «يرى» والصواب ما أثبت. وانظر مختصر ابن منظور ١ / ٢٣٤.
(٥) عن مختصر ابن منظور ١ / ٢٣٤ وبالأصل وخع : قسمة.