أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي قال : وقال أبو عبيد الهروي (١) في هذا الحديث : قد أخبر النبي صلىاللهعليهوسلم بما لم يكن. وهو في علم الله كائن فخرّج لفظه على لفظ الماضي ، لأنه ماض في علم الله عزوجل. وفي إعلامه بهذا قبل وقوعه ما دلّ على إثبات نبوته ودلّ على رضاه من عمر ما وظّفه على الكفرة من الجزى في الأمصار وفي تفسير المنع وجهان : أحدهما أن النبي صلىاللهعليهوسلم علم أنهم سيسلمون ويسقط عنهم ما وظف عليهم بإسلامهم ، فصاروا مانعين بإسلامهم ما وظف عليهم ، والدليل على ذلك قوله في الحديث : «وعدتم من حيث بدأتم» لأن بدأهم في علم الله تعالى وفيما قدّر ، وفيما قضى أنهم سيسلمون فعادوا من حيث بدءوا. وقيل في قوله : «منعت العراق درهمها» [٤٥٨] أنهم يرجعون عن الطاعة. وهذا وجه ، والأول أحسن.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلّال ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي (٢) ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، ثنا ابن قتيبة ، نا حرملة ، نا ابن وهب ، أنا ابن لهيعة ، عن عبد الله الفهري عن (٣) سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا تقوم السّاعة حتى يغلب أهل القفيز (٤) على قفيزهم وأهل المدّ على مدّهم وأهل الإردب على إردبهم وأهل الدينار على دينارهم ، وأهل الدراهم على دراهمهم (٥) ويرجع الناس إلى بلادهم» [٤٥٩].
خالفه أبو الأسود النصر بن عبد الجبار المصري ، عن ابن لهيعة فقال : عن عباس بن عباس (٦) بدل عبد الله الفهري.
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم السّلمي الفقيه ، ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ـ لفظا ـ وأبو القاسم بن أبي العلاء ـ قراءة ـ قالا : أنا أبو الحسن محمد بن عوف ، أنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار ، أنبأ أبو
__________________
(١) صاحب كتاب الأموال ، انظر دلائل النبوة للبيهقي ٦ / ٣٢٩ والأموال لأبي عبيد ص ١٠١.
(٢) عن خع وبالأصل : «الثقي».
(٣) بالأصل وخع «بن» تحريف ، والصواب عن المطبوعة ١ / ٦٠٠.
(٤) القفيز : مكيال معروف لأهل العراق ، مقدار ثمانية مكاكيك ، واحدها مكوك ويساوي صاعا ونصف.
(٥) في مختصر ابن منظور : وأهل الدرهم على درهمهم.
(٦) في خع : عياش بن عياش.