الأكفاني (١) ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني ، حدثني أبي ، عن جدي يحيى بن يحيى قال : لما اهتم (٢) الوليد بن عبد الملك بهدم كنيسة مريحنا ليهدمها ويزيدها في المسجد ، دخل الكنيسة ثم صعد منارة ذات الأضالع المعروفة بالساعات ، وفيها راهب يأوي إلى صومعة له فأحدره من الصومعة ، فأكثر الراهب كلامه ، فلم تزل يد الوليد في قفاه حتى أحدره من المنارة.
انتهى حديث عبد الكريم. زاد ابن الأكفاني : ثم همّ بهدم الكنيسة فقال له جماعة من نجّاري النصارى : ما نجسر على أن نبدأ في هدمها يا أمير المؤمنين ، نخشى أن نفترا (٣) أو يصيبنا شيء فقال الوليد : تحذرون وتخافون؟ يا غلام ، هات المعول ، ثم أتي بسلّم فنصبه على محراب المذبح ، وصعد فضرب المذبح حتى أثّر فيه أثرا كثيرا (٤). ثم صعد المسلمون فهدموه. وأعطاهم الوليد مكان الكنيسة التي في المسجد الكنيسة التي تعرف بحمّام القاسم بحذاء دار أم البنين في الفراديس فهي تسمّى مريحنا مكان هذه التي في المسجد ، وحوّلوا شاهدها ، فيما يقولون هم ، إليها ، إلى تلك الكنيسة.
قال يحيى بن زكريا (٥) : انا رأيت الوليد بن عبد الملك فعل ذلك بكنيسة (٦) دمشق.
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة السّلمي ، قالا : أنبأنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام الرازي وعبد الوهاب الميداني ، قالا : أخبرنا أحمد بن محمد ، أنبأنا أحمد بن المعلّى ح.
قال تمام : وأنبأنا أبو إسحاق بن سنان ـ إجازة ـ قال ابن المعلّى.
__________________
(١) بالأصل وخع : «بن يحيى بن يحيى وقالا الأكفاني وقالا الغساني» والمثبت موافق لما في المطبوعة ٢ / ٢٠.
(٢) الأصل وخع ، وفي مختصر ابن منظور ١ / ٢٦١ همّ.
(٣) الأصل وخع ، وفي مختصر ابن منظور : «أن نعزّ» وفي المطبوعة : «نعترى».
(٤) الأصل وخع ، وفي المختصر : كبيرا.
(٥) كذا بالأصل وخع ، وفي المطبوعة : يحيى.
(٦) بالأصل وخع : بكنيسة مسجد دمشق.