بنى الوليد بن عبد الملك القبّة ـ يعني قبة مسجد دمشق ـ فلما استقلّت وتمّت ، وقعت. فشقّ ذلك عليه. فأتاه رجل من البنّائين (١) ، فقال : أنا أتولّى بناءها ، على أن تعطيني عهد الله أن لا يدخل معي أحد في بنائها. ففعل ذلك. فحفر موضع الأركان حتى بلغ الماء. ثم بناها ، فلما استقلّت على وجه الأرض غطّاها بالحصر ، وهرب عن الوليد.
فأقام يطلبه فلا يقدر عليه. فلما كان بعد سنة لم يعلم الوليد إلّا وهو على بابه. قال ما دعاك إلى ما صنعت؟ قال : تخرج معي حتى أريك. فخرج الوليد والناس معه حتى كشف الحصر ، فوجد البنيان قد انحطّ حتى صار مع وجه الأرض ، ثم قال : من هذا كنت تؤتى. ثم بناها ببنائها الذي بنيت عليه ، حتى قامت.
ابن ملّاس نميري وليس بغسّاني. والله تعالى أعلم.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا أبو محمّد عبد العزيز بن الكتاني ، أنبأنا تمام الرازي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله بن الفرج ، أنبأنا أبو بكر عبد الرحمن بن محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أبو تمام عتبة بن سلامة بن ربيح ، أنبأنا محمد بن عتبة ، ثنا يحيى بن حمزة ، نبأنا عمر بن الدّرفس (٢) الغسّاني قال : رأيت قبة مسجد دمشق وقد حفر لأركانها حتى بلغ الحفر إلى الماء ، وألقي على الماء جران الكرم وبني الأساس عليه.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا تمام ، أنبأنا أبو بكر البرامي.
قال : وأنبأنا هشام ، قال : وأنبأنا أبو شبيب محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن المعلّى ، أنبأنا إسماعيل بن أبان ، أنبأنا أبو مسهر ، عن جده.
أنه شرب من أركان القبة ماء.
قال : وأنبأنا ابن البرامي ، أنبأنا محمد بن أحمد بن عدوان ، أنبأنا محمّد بن هارون بن بلال ، حدثني يزيد بن أحمد بن غزوان ، حدثني يزيد بن أحمد قال :
__________________
(١) في المطبوعة : فأتاه بناء.
(٢) الدرفس بفتح المهملة والراء وسكون الفاء ، تقريب التهذيب. ويقال اسمه : عمرو.