سمعت إبراهيم بن أبي حوشب النصري (١) يذكر أن جدّه كان أحد (٢) قومة المسجد في بنائه. قال : حدّثت أن الوليد بن عبد الملك بعث إليه يوما عند فراغه من القبّة الكبيرة ، فلم يبق منها (٣) إلّا عقد رأسها ، فقال له : إني عزمت [على](٤) أن أعقدها بالذهب. قال [فقال له](٥) يا أمير المؤمنين! اختلطت؟ هذا شيء نقدر عليه؟ قال : فقال له : يا ماجن (٦)! تقول لي هذا؟ فأمر به فشق عنه وضرب خمسين سوطا. ثم قال : اذهب ، فافعل ما أمرت به. قال : فذكر لي أنه عمل لبنة من ذهب فحملها (٧) إليه. فلما نظرت إليها وعرف ما فيها وما تحتاج القبة إلى مثلها قال : هذا شيء لا يوجد في الدنيا. ورضي عنه وأمر له [بخمسين](٨) دينارا :
وقال ابن البرامي : أنبأنا محمّد بن العباس بن الدّرفس ، أنبأ هشام بن عمّار ، أنبأنا أيوب بن سليمان الطائي ، عن رجل حدّثه قال :
لما قطع الوليد بن عبد الملك [بالرصاص](٩) لمسجد دمشق لأهل الكور (١٠) كانت كورة الأردن أكثرهم في ذلك. فطلبوا الرصاص من النواويس (١١) العادية فانتهوا إلى قبر حجارة في داخله قبر من رصاص. فأخرجوا الميت الذي فيه فوضعوه فوق الأرض.
فوقع رأسه في هوّة من الأرض فانقطع عنقه. فسال من فيه دم. فهالهم ذلك ، فسألوا عنه ، فكان فيمن سألوا عنه عبادة بن نسيّ (١٢) الكندي فقال لهم : هذا القبر قبر طالوت الملك.
__________________
(١) في المطبوعة : «النضري» وفي الأصل وخع رسمت : «النصر بن له أحدها» كذا ، والذي أثبت عن المختصر ١ / ٢٦٤.
(٢) عن المختصر ، وبالأصل وخع : أخذ.
(٣) في المطبوعة : «ولم يبق إلّا».
(٤) زيادة عن المطبوعة.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة.
(٦) عن المختصر وبالأصل وخع : يا ناصر.
(٧) في المطبوعة : فجاء بها.
(٨) الزيادة عن مختصر ابن منظور ١ / ٢٦٤.
(٩) الزيادة عن خع ومختصر ابن منظور ٢٦٤١.
(١٠) عن المختصر وبالأصل وخع : الكوفة.
(١١) عن المختصر وبالأصل وخع : «النوادمن».
(١٢) ضبط عن التقريب. وهو أبو عمر الشامي ، قاضي طبرية.