كذا قرأناه على عبد الكريم. ورأيته بخط عبد العزيز في نسخة أخرى : داود بن سليمان بدأ ، أيوب.
أنبأناه أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا عبد العزيز فالله تعالى أعلم.
قرأت على أبي محمّد التميمي ، أنبأنا تمام الرازي ، أنبأنا أبو بكر بن البرامي قال :
سمعت أبي يقول : سمعت بعض مشايخنا يقول : لما فرغ الوليد بن عبد الملك من بناء المسجد قال له بعض ولده : أتعبت الناس في طينه كلّ سنّة ويخرب سريعا. فأمر أن يسقّف بالرصاص. فطلب الرصاص في كل بلد وصل (١) إليه. فبقي عليه موضع لم يجد له رصاصا. فكتب إلى عمّاله يحرّضهم في طلبه. فكتب إليه بعض عماله :
«إنا قد وجدنا عند امرأة منه شيئا. وقد أبت أن تبيعه إلّا وزنا بوزن» [فكتب إليه الوليد : أن افعل. فلما كلمها العامل ، قالت : هو مني هدية للمسجد. فقال : كيف ذلك وقد أبيت أن تبيعيه إلّا وزنا بوزن](٢) شحا منك. أفتهدينه إلى المسجد؟ فقالت : أنا فعلت ذلك ، ظننت أنّ صاحبكم يظلم الناس في بنائه ويأخذ رحالهم. فلما رأيت الوفاء منكم علمت أنه لم يظلم فيه أحدا. ثم ، ويبتاع (٣) وزنا بوزن فكتب إلى الوليد في ذلك فأمر أن يعمل في صفائحه : لله. ولم يدخل في جملة ما عمله ، فهو إلى اليوم مكتوب عليه : لله. طبع بطابع على السقف.
وسمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه يذكر عن مشايخه معنى هذه الحكاية ويذكر أن المرأة كانت يهودية ، وأنه كتب على الرصاص التي (٤) أعطتهم : الإسرائيلية. وذكر أنه رأى منه شيئا قبل الحريق عليه : الاسرائيلية.
__________________
(١) في المطبوعة : فوصل إليه.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة ، والعبارة في مختصر ابن منظور ١ / ٢٦٥ : فكتب إليه بعض عماله ، أن قد وجدنا عند امرأة منه شيئا ، وقد أبت أن تبيعه إلّا وزنا بوزن ، فكتب إليه : خذه ، وإن أبت إلّا وزنا بوزن ، فأخذه منها وزنا بوزن ، فلما وفّاها قالت له : هو هدية مني للمسجد.
انظر معجم البلدان (دمشق ٢ / ٤٦٦).
(٣) عن المختصر وبالأصل : ويتبع.
(٤) في المختصر والمطبوعة : الذي.