رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمرنا أن نتطاوع. فأنا أطيع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وإن عصاه عمرو.
والصواب على بليّ كما تقدم.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (١) ، أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : نا أبو العبّاس محمد بن يعقوب ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا علي بن عاصم ، أنا خالد الحذاء ، عن أبي عثمان النهدي قال : سمعت عمرو بن العاص يقول : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم على جيش ذي السلاسل ، وفي القوم أبو بكر وعمر فحدثت نفسي أنه لم يبعثني على أبي بكر وعمر إلّا لمنزلة لي عنده ، قال : فأتيته حتى قعدت بين يديه. وقلت : يا رسول الله من أحبّ الناس إليك؟ قال : «عائشة» قلت : إني لست أسأل لك عن أهلك قال : «فأبوها» قلت : ثم من؟ قال : «ثم عمر» [٤٢٩] قلت : ثم من؟ حتى عد رهطا [قال :](٢) قلت في نفسي لا أعود أسأل عن هذا.
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية ، قالت : قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور السلمي ، أنا محمد بن إبراهيم بن المقرئ ، أنا أحمد بن علي بن المثنى ، نا الحسن بن حمّاد الحضرمي سجادة ، نا يحيى بن سعيد الأموي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عمرو بن العاص أن النبي صلىاللهعليهوسلم بعثه في ذات السلاسل. فسأله أصحابه أن يأذن لهم أن يوقدوا نارا ليلا فمنعهم ، فكلموا أبا بكر فكلّمه في ذلك فأباه فقال : قد أرسلوك إليّ لا يوقد أحد منهم نارا إلّا ألقيته فيها.
قال : فلقوا العدو فهزموهم ، فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم. فلما انصرف ذلك الجيش ذكر ذلك للنبي صلىاللهعليهوسلم وشكوه إليه. فقال : يا رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلّتهم ، وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم ، فأحمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمره فقال : يا رسول الله من أحبّ الناس إليك؟ قال : «لم؟» قال : لأحب من تحبّ قال : «عائشة» قال : من الرجال قال : «أبو بكر» [٤٣٠].
__________________
(١) دلائل النبوة للبيهقي ٤ / ٤٠٠.
(٢) عن هامش الأصل.