الذي في المقسلّاط على السفود (١) الحديد الذي في أعلاه صنما مادّا يده بكف منطبقة. فكسروه فإذا في كفه حبة قمح. فسألوا عن ذلك فقيل لهم هذه الحبة القمح جعلها خلفاء (٢) اليونانين وفي كف هذه الصنم الشعير (٣) حتى لا يسوس القمح ولو أقام سنين كثيرة.
وقد رأيت أنا (٤) هذا السفود على عمود قائم بالمقسلاط ، وطرح في سنة أربع وستين وخمسمائة وعمل منه أسكفّة (٥) لباشورة الباب الصغير.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ـ شفاها ـ أنبأنا تمام بن أحمد ، أنبأنا أبو نصر ، أنبأنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر (٦) الحافظ ، حدثني أبي عبد الله بن أحمد بن زبر القاضي ، قال : إنما سمي باب السّاعات لأنه عمل هناك بركار (٧) السّاعات يعلمه بها كل ساعة تمضي من النهار ، عليها عصافير من نحاس وحية من نحاس وغراب من نحاس. فإذا تمت السّاعة خرجت الحية فصفرت العصافير وصاح الغراب وسقطت حصاة (٨).
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، أنبأنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر (٩) حدثني أبي قال : إنما سمي باب الجامع القبلي باب السّاعات لأنه كان عمل هناك ساعات يعلم بها كل ساعة تمضي من النهار ، عليها صورة عصافير وحية وغراب. فإذا تمت السّاعة خرجت الحية فصاحت العصافير وصاح الغراب وسقطت حصاة في الطست (١٠).
__________________
(١) بالأصل «النقود» والمثبت عن المختصر ١ / ٢٧٢.
(٢) في المختصر : حكماء.
(٣) في المختصر : طلسما.
(٤) بالأصل «أن».
(٥) الأسكفة : عتبة الباب التي يوطأ عليها. (اللسان سكف).
(٦) بالأصل : «زيد».
(٧) عن المطبوعة ٢ / ٤٧ وبالأصل «به كان» وفي خع : «بيكار» وفي البداية والنهاية ٩ / ١٨٠ بلشكار.
(٨) بعدها في المختصر والبداية والنهاية وخع : «في الطست» وزيد في البداية والنهاية : فيعلم الناس أنه قد ذهب من النهار ساعة ، وكذلك سائرها.
(٩) بالأصل : «زيد» ومثله في خع ، والمثبت عن البداية والنهاية ٩ / ١٨٠ والمطبوعة ٢ / ٤٧.
(١٠) قال ابن كثير في البداية والنهاية ٩ / ١٨٠ بتحقيقنا :