سمعت جدي أبا الفضل يحيى بن علي القاضي يذكر أنه أدرك في الجامع قبل حريقه طلسمات لسائر الحشرات معلقة في السقف فوق البطائن ممّا يلي السبع وإنه لم يكن يوجد في الجامع شيء من الحشرات قبل الحريق ؛ فلما احترقت الطلسمات وجدت.
وكان حريق الجامع ليلة النصف من شعبان بعد العصر سنة إحدى وستين وأربعمائة.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني ، عن أبي محمد عبد العزيز التميمي ، عن أبي نصر عبد الوهاب عن عبد الله المزني قال : سمعت جماعة من شيوخ أهل دمشق يقولون إن العمود الحجر الذي بين سوق الشعير وبين سوق أم حكيم الذي يحفره مسجد الطباخين صنم مكسور على القنطرة للحاجات. إذا دخل إنسان فيه لحاجة لم تقض.
قال : وكان أبي ينهاني عن الدخول فيه إذا كنت في حاجة.
وفي سقف مسجد الجامع طلاسم عينها (١) الحكماء في السقف ممّا يلي الحائط القبلي فيها (٢) : طلسم للصنونيات لا يدخله ولا يعشش فيه ، من جهة الأوساخ التي تكون منها ، ولا يدخله غراب ، وطلسم للحيّات والفأر والعقارب. وما أبصر الناس فيه من هذا شيئا إلّا الفأر. ويوشك أن يكون بعير طلسمها. وطلسم للعنكبوت لا ينسج في زواياه ويركبه الغبار والوسخ.
__________________
ـ قلت : هذا يحتمل أحد شيئين إما أن تكون الساعات كانت في الباب القبلي من الجامع ، وهو الذي يسمى باب الزيادة ، ولكن قد قيل إنه محدث بعد بناء الجامع ولا ينفي ذلك إلى الساعات كانت عنده في زمن القاضي ابن زبر ، وإما أنه قد كان في الجامع في الجانب الشرقي منه في الحائط القبلي باب آخر في محاكاة باب الزيادة وعنده الساعات ثم نقلت بعد هذا كله إلى باب الوراقين اليوم ، وهو باب الجامع من الشرق.
(١) في خع والمختصر ١ / ٢٧٣ عملها.
(٢) في المختصر : «فمنها» وفي المطبوعة : منه.