كتب إلى أبي موسى الأشعري وهو على البصرة يأمره أن يتخذ للجماعة مسجدا ، ويتخذ للقبائل مساجد (١) فإذا كان يوم الجمعة انضموا إلى مسجد الجماعة فشهدوا الجمعة.
وكتب إلى سعد بن أبي وقاص وهو على الكوفة بمثل [ذلك](٢).
وكتب إلى عمرو بن العاص وهو على مصر بمثل ذلك.
وكتب إلى أمراء [أجناد](٣) الشام ألا يتبدّوا إلى القرى ويتركوا المدائن وأن يتخذوا في كل مدينة مسجدا واحدا ولا يتخذوا للقبائل (٤) مساجد كما اتّخذ أهل الكوفة والبصرة وأهل مصر.
وكان الناس ممسكين (٥) بأمر عمر وعهده.
وأنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب وأنبأنا أبو بكر ، أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا عبد الرّحمن بن عثمان ، أنبأنا أبو الميمون بن راشد ، أنبأنا يزيد ـ يعني ـ علي بن محمد بن عبد الصمد ، أنبأنا أبو مسهر ، أنبأنا أبو محمد بن عطاء ، عن أبيه ، قال : لما قدم عمر الشام أمر أن لا يتّخذ في المدينة مسجدان. وإنما أراد عمر رضي الله تعالى عنه بذلك المسجد الأعظم الذي تقام فيه الجمعة. وإنما فرّق بين مدائن الشام وبين الكوفة والبصرة [في الحكم لأن مدائن الشام ممصرة قبل الإسلام فلا تقام في مصر واحد أكثر من جمعة فأمّا الكوفة والبصرة](٦) فكل منزل نزلته قبيلة واختطّته فهو بمنزلة مصر مفرد. ولم يرد بذلك (٧) عمر النهي عن اتّخاذ المساجد التي لا تقام فيها الجمعة ، فأمّا مصر فإنها وإن كانت قبل الإسلام فإن المسلمين لما افتتحوها تفرّقت القبائل فيها ، واختطت بها خططا نسبت إليها فاشتبه حكمها بحكم البصرة والكوفة. والله تعالى أعلم.
__________________
(١) بالأصل : مساجدا.
(٢) الزيادة عن خع.
(٣) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(٤) عن المطبوعة ، وبالأصل «القبائل» وفي المختصر : «ولا يتخذ القبائل».
(٥) الأصل وخع ، وفي المختصر : متمسكين.
(٦) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة.
(٧) بالأصل وخع : «ذلك» والصواب عن المختصر.