رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم في جهازه (١) إذ قال للجدّ بن قيس : يا جدّ هل لك في بنات بني الأصفر؟ قال : يا رسول الله لقد علم قومي أنه ليس من أحد أشد عجبا بالنساء مني ، وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني ، فأذن لي يا رسول الله. فأعرض عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : «قد أذنت» [٤٣٣] فأنزل الله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي ، وَلا تَفْتِنِّي. أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) (٢) يقول ما وقع فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورغبته بنفسه عن نفسه أعظم مما يخاف من فتنة نساء بني الأصفر ، وإن جهنم لمحيطة بالكافرين. يقول لمن ورائه. وقال رجل من حملة المنافقين لا تنفروا في الحر فأنزل الله عزوجل (قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ) (٣) قال ثم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم جدّ في سفره ، وأمر الناس بالجهاز (٤) وحض أهل الغنا على النفقة والحملان في سبيل الله
فحمل رجال من أهل الغنا وأحسنوا (٥) وأنفق عثمان رضياللهعنه في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحد أعظم منها ، وحمل على مائتي (٦) بعير.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، نا محمد بن شجاع ، نا محمد بن عمر (٧) ، نا عمر بن عثمان بن عبد الرّحمن بن سعيد ، وعبد الله بن جعفر الزّهري ، ومحمد بن يحيى ، وابن أبي حبيبة ، وربيعة بن عثمان ، وعبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أبي قتادة ، وعبد الله بن عبد الرّحمن الجمحي (٨) ، وعمر بن سليمان بن أبي حثمة ، وموسى بن محمد بن إبراهيم ، وعبد الحميد بن جعفر ، وأبو معشر ، ويعقوب بن محمد بن أبي صعصعة ، وابن أبي سبرة ، وأيوب بن النعمان ، فكلّ قد حدثني بطائفة من حديث تبوك ، وبعضهم أوعى له من بعض ، وغير هؤلاء قد حدثني ممن لم اسمّ ، ثقات ، وقد كتبت كلّ ما حدثوني.
__________________
(١) عن خع ودلائل البيهقي ، وبالأصل «جهاده».
(٢) سورة الأعراف ، الآية : ٤٩.
(٣) سورة التوبة ، الآية : ٨١.
(٤) عن دلائل البيهقي وبالأصل : بالجهاد.
(٥) عند البيهقي : واحتسبوا.
(٦) عن خع والبيهقي وبالأصل «مائتين».
(٧) مغازي الواقدي ٣ / ٩٨٩.
(٨) عن خع والواقدي وبالأصل «الجهني».