الكشوري (١) ، حدثني سليمان بن داود النّجراني (٢) ، حدثني الحسن بن يحيى ، نا محمد بن يحيى العدني ، عن محمد بن عثمان ، عن غيره قال : في الدنيا ثلاث جنان : مرو من خراسان ، ودمشق من الشام ، وصنعاء من اليمن. وجنة هذه الجنان صنعاء.
وذكر بعض علماء المغاربة قال : قال قوم من المشرقيين : إن الله أسكنه ـ يعني آدم ـ بناحية كيكدر من كورة الصين ، قال وهي التي تعرف في زماننا بمدينة لغبور.
ويقولون : الصين أطيب البلاد ، وأمّا الذي عليه العامة في الشق الغربي أن أطيب البلاد صنعاء من اليمن ، ودمشق من الشام ، والري من خراسان ، ونجران من الحجار (٣).
وذكر أبو الطّيّب الوشاء أن الوليد بن عبيد البحتري (٤) أنشده لنفسه (٥) :
قد رحلنا عن العراق عن قيظها الومد (٦) |
|
حبّذا العيش في دمشق إذا ليلها برد |
حيث يستقبل الزمان (٧) ويستحسن البلد |
|
سفر جدّدت لنا اللهو أيّامه الجدد |
عزم الله للخليفة فيه على الرّشد |
وذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي قال :
وفي دخول المتوكل دمشق يقول أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري الطائي [قصيدة](٨) اقتضبتها وأوّلها (٩) :
__________________
(١) بفتح الكاف ، وقيل بالكسر ، والواو ، هذه النسبة إلى كشور وهي قرية من قرى صنعاء اليمن. (الأنساب) وذكره باسم عبيد الله ، أبو محمد.
(٢) هذه النسبة إلى نجران وهو موضع بناحية اليمن ، وبهجر أيضا.
(٣) كذا ، وليس في الحجاز نجران ، (انظر نجران في معجم البلدان).
(٤) في خع : «الحرنى» كذا.
(٥) الأبيات في ديوانه المطبوع ، ط بيروت ١ / ١٦ ـ ١٧.
(٦) في الديوان : وعن قطبها النكد.
(٧) عن الديوان وخع وبالأصل : الدمان.
(٨) زيادة اقتضاها السياق.
(٩) الديوان ط بيروت ١ / ٢١ ـ ٢٢.