العيش في ليل داريّا إذا بردا |
|
والراح تمزجها (١) بالماء من بردا |
قل للإمام الذي عمّت فواضله |
|
شرقا وغربا فما نحصي (٢) لها عددا |
الله ولاك عن علم خلافته |
|
والله أعطاك ما لم يعطه أحدا |
وما بعثت عتاق العيس في سفر (٣) |
|
إلّا تعرّفت فيه اليمن والرّشدا |
أما دمشق فقد أبدت محاسنها |
|
وقد وفى لك مطريها بما وعدا |
إذا أردت ملأت العين من بلد |
|
مستحسن وزمان يشبه البلدا |
يمسي (٤) السحاب على أجبالها فرقا |
|
ويصبح النبت. في صحرائها بددا |
فلست تبصر إلّا واكفا خضلا |
|
أو يانعا خضرا أو طائرا غردا |
فكأنما القيظ ولّى بعد جيئته |
|
أو الربيع دنا من بعد ما بعدا |
وممّا قاله فيها أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الحلبي المعروف بالصنوبري. وقد أنشدني بعض قوله الفقيه أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمي وأبو القاسم بن السمرقندي قالا : أنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلّاب قال : أنشدنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع قال : أنشدني أبو بكر الصنوبري أبياتا له غير هذه :
أمرّ بدير مرّان فأحيا |
|
وأجعل بيت لهوي بيت لهيا |
وتبرد علتي بردا فسقيا |
|
لأيامي على بردا ورعيا |
تفيض جداول البلّور منها (٥) |
|
خلال حدائق ينبتن وشيا |
فمن تفاحة لم تعد خدّا |
|
ومن رمّانة (٦) لم تعد ثديا |
ونعم الدار داريّا ففيها |
|
صفا لي العيش حتى صار أريا |
__________________
(١) في خع : «يمزجها» وفي الديوان : نمزجها.
(٢) عن خع والديوان ، وبالأصل : تحصي.
(٣) كذا بالأصل وخع ، وفي الديوان :
وما بعثت عتاق الخيل في بلد
وفي المطبوعة ٢ / ١٧١ :
وما تعنّت عتاق الخيل في سفر
(٤) عن الديوان ، وبالأصل : «تمسي» وفي خع : «تمشي» وفي المطبوعة : يمشي.
(٥) في معجم البلدان (دمشق) ، وخع : «فيها».
(٦) في معجم البلدان : أترجة.