رجعنا من بلاد الشام أخذنا هؤلاء أخذا ، فيرجعون وقد تخلّفت (١) بين السّماء والأرض.
قال كعب : وبالثغور ، وأنطاكية قبر حبيب النجار ، وبحمص ثلاثون قبرا ، وبدمشق خمس مائة قبر ، وببلاد الأردن مثل ذلك.
رواه غيره عن محمد ، عن هشام فسمّى الرجل : سعيد بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي ، نا علي بن أحمد بن زهير ، نا علي بن محمد بن شجاع ، نا تمام بن محمد ، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، نا محمد ، عن هشام بن خالد ، عن الوليد يعني ابن مسلم ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن مكحول ، عن كعب فذكره. وزاد فيه : وبالثغور وبسواحل الشام من قبور الأنبياء ألف قبر. وقال بعد : وببلاد الأردن مثل ذلك ، وبفلسطين مثل ذلك ، وببيت المقدس ألف قبر ، وبالعريش (٢) عشرة ، وقبر موسى بدمشق.
قال : ونا علي بن محمد ، أنا عبد الرّحمن بن عمر ، أنا أبو يعقوب الأذرعي ، نا شيخ ممن أثق به ، نا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، عن الوليد بن مسلم ، عن شعبة ، عن مكحول ، عن عبد الله بن سلّام ، قال : بالشام من قبور الأنبياء ألفا قبر وسبعمائة قبر ، وقبر موسى بدمشق ، وأن دمشق معقل الناس في آخر الزمان من الملاحم.
وبه عن مكحول ، عن ابن عباس قال : من أراد أن يرى الموضع الذي قال الله عزوجل : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) (٣) فليأت النيرب الأعلى بدمشق بين النهرين ، وليصعد الغار في جبل قاسيون فيصلّي فيه ، فإنه بيت عيسى وأمه ، وهو كان معقلهم من اليهود. ومن أراد أن ينظر إلى إرم فليأت نهرا في حفر (٤) دمشق يقال له بردا.
ومن أراد أن ينظر إلى المقبرة التي فيها مريم بنت عمران والحواريّون فليأت مقبرة الفراديس ، وهي (٥) مقبرة دمشق ، قبور جماعة من الصحابة الأخيار.
__________________
(١) في مختصر ابن منظور : «تحلّقت».
(٢) العريش : مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم في وسط الرمل.
(٣) سورة المؤمنون ، الآية : ٥١.
(٤) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة : حضن.
(٥) كذا بالأصل ، وفي خع ومختصر ابن منظور ١ / ٣٠٢ : «وفي» والعبارة في المطبوعة : وهي مقبرة دمشق ، فيها قبور.