أخذه من الناس ، وإنه لا يحل أن يمنعوا ما يريدونه ولا طريقا يريدونه من برّ أو بحر.
هذا كتاب جهيم بن الصّلت وشرحبيل بن حسنة بإذن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال ابن إسحاق : وكتب لأهل جرباء وأذرح : بسم الله الرّحمن الرحيم.
هذا كتاب من محمد رسول الله النبي صلىاللهعليهوسلم لأهل أذرح. أنهم آمنون بأمان الله.
وأمان محمد وأنّ عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة ، والله كفيل عليهم بالنصح والإحسان إلى المسلمين ، ومن لجأ إليهم من المسلمين من المخافة (١). وذكر باقي الكتاب.
قال : وأعطى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أهل أيلة بردة مع كتابه الذي كتب لهم أمانا لهم ، فاشتراه أبو العباس عبد الله بن محمد بثلاثمائة دينار.
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دعا خالد بن الوليد فبعثه إلى أكيدر دومة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدّينوري ، نا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني ـ إملاء ـ نا أبو حفص عمر بن محمد بن الزيات ، حدثني عبد الله بن محمد بن ناجية ، نا أبو همّام ، حدثني أبي ، قال : سمعت عبيد الله (٢) بن إياد بن لقيط السّدوسي قال : سمعت أبي يحدث عن قيس بن النعمان السّكوني قال : خرجت خيل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فسمع بها أكيدر دومة الجندل فانطلق إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله إنه بلغنا أنّ خيلا انطلقت وأني خفت على أرضي ومالي فاكتب لي كتابا لا يعرضوا من شيء لي ، فإني مقرّ بالذي عليّ من الحق. فكتب له رسول الله صلىاللهعليهوسلم. ثم إن أكيدر أخرج قباء من ديباج منسوج مما كان كسرى يكسوهم فقال : يا رسول الله اقبل عني هذا ، فإني أهديته لك. فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ترجع بقباك فإنه ليس يلبس هذا في الدنيا إلّا حرّمه» يعني في الآخرة ، فرجع به حتى أتى منزلة وإنه وجد في نفسه أن يردّ عليه هديته. فقال : يا رسول الله إنّا أهل بيت يشقّ علينا ردّ هديتنا فاقبل مني هديتي ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «انطلق [فارفعه](٣) إلى عمر بن الخطاب» قال : وقد كان عمر قد سمع ما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) بالأصل وخع «المحاقة» والمثبت عن دلائل البيهقي ٥ / ٢٤٨.
(٢) بالأصل وخع «عبد الله» تحريف ، والصواب ما أثبت عن تقريب التهذيب.
(٣) عن خع ، وفي مختصر ابن منظور : فادفعه.