حين درسه الخارج أكثر من نصف ساعة ..
فرأى أنّ الوقت لا يتّسع للذهاب إلى البيت .. ولذا فضّل أن يجلس في المسجد بانتظار موعد الدرس .
دخل المسجد ولم يكن قد حضر أحد من طلّابه .. ورأى في زاوية المسجد شيخاً عاديّاً جدّاً ، جالس مع عدّة طلّاب يدرّسهم ، إستمع المرحوم السيّد حسين إلى درسه .. وبمنتهى الغرابة رأى أنّ الشيخ العادي قمّة في التحقيق .. فحمله ذلك على أن يأتي في اليوم التالي مبكِّراً عمداً ويستمع إلى درسه .. جاء واستمع فازداد اقتناعاً بانطباعه الذي كوّنه في اليوم الماضي ..
وتكرّر ذلك لعدّة أيّام .. فحصل للمرحوم السيّد حسين اليقين بأنّ هذا الشيخ أعلم منه ، وأنّه يلزم أن يستفيد من درسه ، وأنّه إذا حضر تلامذته درس هذا الشيخ فيستفيدون أكثر ..
هنا رأى نفسه مخيّراً بين التسليم والعناد ، بين الآخرة والدنيا .
وفي اليوم التالي عندما جاء طلّابه واجتمعوا قال : أيّها الأحبّة .. اُريد اليوم أن أقول لكم شيئاً جديداً : هذا الشيخ الجالس في ذلك الجانب مع عدّة طلّاب أحقّ منّي بالتدريس ، وأنا أستفيد منه ، والآن نذهب كلّنا إلى درسه .
والتحق بحلقة درس الشيخ العادي المستضعف الذي كانت آثار الفقر بادية عليه .
هذا الشيخ الرثّ اللّباس هو الذي عُرف فيما بعد باسم الشيخ مرتضى الأنصاري .
فتلاحظ أنّ هذا الإفضال العملي على المستحقّ كيف أنتج تلك الثروة العلميّة التي ظهرت من الشيخ الأنصاري ، وبقيت إلى الآن دروساً دينيّة في الحوزات العلميّة .
بل إنّ الإفضال على مستحقّه وأهله هو من صنائع المعروف وعمل الخير الذي يدفع مصارع السوء ويُنجي من الموت في نفس هذه الحياة الدُّنيا ، قبل ثواب الآخرة .
كما تجده في قضيّة المرحوم الطبيب
المعروف الميرزا خليل الطهراني الذي