هذه هي البدع المبتدعة التي يأتي بيان فسادها وذمّها في الأحاديث الشريفة .
وفي هذا الدّعاء الشريف يُطلب من الله تعالى التكميل برفض أهل البدع ، وتركهم ، وعدم القبول منهم .
أي واكمل لي ذلك برفض أهل البدع .
• قوله عليهالسلام : ـ ( ومستعملي الرأي المخترع ) عطفٌ على أهل البدَع ، أي واكمل لي ذلك برفض مستعملي الرأي المخترع .
ومستعملي الرأي المخترَع هم الذين اخترعوا رأياً من عند أنفسهم ، وبناقص عقولهم ، ثمّ عملوا به وأفتوا على طبقه ، كاختراع القياس في الدِّين .
والرأي المخترع قسمٌ من البدعة ، لأنّه إدخال ما ليس من الدِّين في الدِّين ، خصّص بالذمّ ، وأكّد بالردع .
ومذموميّة البدعة واختراع الرأي ممّا تظافرت به الأدلّة المعتبرة ، والأحاديث الشريفة .
فتكون صفةً مذمومة منافية للتقوى والصلاح ، فيلزم تركها ، والابتعاد عنها في سبيل تحصيل التقوى ، وتزيين الصالحين .
وممّا ورد في ذمّ البدعة والرأي المخترَع : ـ
١ / حديث الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام قالا : ـ
( كلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النار )(١) .
٢ / حديث الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : ـ
( لا تصحبوا أهل البدع ، ولا تجالسوهم ، فتصيروا عند الناس كواحدٍ منهم ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : المرء علىٰ دين خليله )(٢) .
__________________________________
(١) اُصول الكافي / ج ١ / ص ٤٥ .
(٢) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٢٧٨ .