وحاكم عدل بالشريعة قائم |
|
يقول بحكم الله لا بالتحكّم |
وصاحب مال فاضل متفضّل |
|
يجود به حقّا على كلّ معدم |
وساهر ليل شافع متشفّع |
|
بكلّ نئوم شابع متبشّم |
وصاحب سيف للعدوّ مرابط |
|
يسدّ به في كلّ ثغر مثلّم |
هم خمسة يبكون حقا وغيرهم |
|
«إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم»! |
انتهت الترجمة. وقد قرأ الدكتور محمد البيت الأول فقال :
إذا شئت أن تبكي [فقيدا من الورى] |
|
فتندبه بعد النبيّ المكرّم |
وهو اجتهاد في القراءة غير بعيد ، ولعله : [فريدا من الورى].
قلت : والمؤلّف عرف بابن خمير ، وكان ناسخ مخطوطة الكتاب الوحيدة قد وصل الضمّة التي على الخاء بنقطة الحرف ، فظهرت على هيئة حمير بالحاء المهملة ، وأبعدت هذه القراءة المحقّق في الطبعة الأولى عن استجلاء ترجمة صاحب الكتاب.
وقد ورد الاسم مضبوطا بصيغة التّصغير في أوّل كتابه هذا (تنزيه الأنبياء) وفي ترجمة ابن الشّعار له في (قلائد الجمان).
وجاءت ترجمة ابن الأبار لابن خمير مقتضبة جدا ، ولم يحقّق فيها تاريخ وفاته فقارب مقاربة ، ونصّ ترجمته : «عليّ بن محمد بن خمير ، من أهل سبتة ، يكنى أبا الحسن ، دخل الأندلس. وكان أدبيا أصوليّا ، توفي بعد الستّ مائة بيسير».
وقول ابن الأبّار في اسمه ونسبته : «علي بن محمد» فهو من باب النسبة إلى الجدّ ، وإلاّ فإن اسم والده (أحمد) كما ورد في كتابنا هذا. وقد أفادنا أنّه دخل الأندلس ، ويكاد يكون هذا من تحصيل الحاصل في هذه المدّة التي كانت الأندلس فيها في ظلّ الموحدين بعد المرابطين. وكانت الأندلس والمغرب ـ على امتداد كلمة المغرب آنذاك ـ تشكل دولة واحدة ، وكان انتقال المغاربة ، ومن سكن المغرب ، إلى الأندلس مألوفا ،