الحوائج لا ينبغي لها أن ترجع في طلب حوائج أخر ، فلئن رجع وافد منهم في طلب حاجة أخرى ، فهو أدلّ دليل على تأكيد كرامة هذا الراجع في طلب الحاجة الأخرى.
فأعجب بها كرامة إذ رجع تسع مرّات فأسعفه الملك في كلّها ، وأعجب من ذلك أنّه تعالى لم يسعفه تسع مرّات [إلاّ] في جنس واحد ، وأنّه قد تصلح المراجعة في المختلفات ، فأكرم بها إذ كانت في الجنس الواحد (١).
الخامس : أنه تعالى لمّا علم أنّه لا يسعفه في حطّ شيء من الخمسة ألقى عليه الحياء ، فقال له موسى : ارجع إلى ربّك ، فقال : إني أستحي ، فلو رجع ولم يسعفه لانخرم نظام الجاه. فبما قدّمناه من الكرامة وفي ذكره الحياء أيضا لموسى عليهالسلام أدب معه ، ليعلّمه أنّ الرّأي ما رآه موسى عليهالسلام لو لا أنّه منعه الحياء.
نوّر الله صدورنا وعقولنا وأعاننا على تعظيم الأكابر وإبراز بعض مناقبهم السّنية.
السادس : وهو أن حطّ عنه وعن أمته معظم الكلفة ، وأبقى لهم أجر العدد كما سبق حين قال : «هي خمس وهي خمسون ، ما يبدل القول لدي» يعني خمسا في العدد وخمسين في الأجور.
السابع : أنّه بشّره أنّ سائر أعمال البرّ المفروض والمنذور تجري على حكم الصلاة وتضعيف الأجور من قوله : «ومن همّ بحسنة فعملها كتبت عشرا».
الثامن : بشّره أنه يضاعفها إلى سبع مائة ويزيد.
التاسع : أنّه بشّره أنّ من همّ بحسنة ولم يعملها كتبت حسنة واحدة.
العاشر : أنه بشره أن من هم بسيئة وعملها كتبت سيئة واحدة.
__________________
(١) يعني في أمر الصّلاة.