عتم ، وضبع قرم (١) ، جمّاع منّاع ، عفرية نفرية (٢) ، تنتهز الفرصة ، وتغتنم من قمامة أخيك القبصة (٣) ، وتخدع من سواك ولو في نفثة (٤) سواك ، لتحصل بها شهواتك ، وتجاهر من يطّلع عليك في خلواتك.
كما قيل (٥) :
ما أميل النّفس إلى الباطل |
|
وأهون الدّنيا على العاقل |
ترضي الفتى في عاجل شهوة |
|
لو خسر الجنّة في الآجل |
فإن ادّعيت الجهل بما يلزمك ، فما أعلمك بما لا يلزمك ، وإلاّ فانظر كيف تجهد أيّامك ، وتصرف غوائلك ، وتنصب شركك وحبائلك لتصيّد نزر (٦) خسيس ، بخبث مكايد لا يتفطن لها إبليس!
يا بائس يا فقير! يا دودة الحرير! تبني على نفسك سرادق (٧) نحسك وبخسك (٨)!
كما قيل (٩) :
تجمع ما تتركه حسرة |
|
لوارث أو آمل أمّلك |
__________________
(١) القرم : شدّة الشهوة إلى اللّحم.
(٢) يقولون : عفرية نفرية ، وعفريت نفريت ، وعفارية نفارية ، وغير ذلك ، وكل ذلك على الإتباع.
(٣) القبصة : ما تتناوله بأطراف أصابعك.
(٤) النّفثة : أراد النّفاثة ، وهي الشظيّة من السّواك تبقى في الفم فتنفث.
(٥) البيتان من أوّل قصيدة لأبي إسحاق الإلبيري : ديوانه ٥٩ ، بتحقيقنا ، وطبع دار الفكر ـ دمشق.
(٦) النّزر : القليل.
(٧) السّرادق : ما يمدّ فوق صحن البيت ، والبيت من القطن ؛ وأراد به ما تنسجه الدّودة على نفسها من خيوط الحرير ، شبّه به ما يجنيه الإنسان ويجمّعه من مال ولا ينفقه ، فهو للورثة ، كما أنّ الدّودة تجمع الحرير فيأتي من يأخذه.
(٨) البخس : النّقص ، والظّلم.
(٩) لم أعثر عليه في مصادري.