[٤] والإيمان الذي يتحلى به المتقون هو ايمان كامل لا يقتصر على بعض الحقائق فقط ، وينحسر عمّا يخالف الأهواء ، انما هؤلاء يؤمنون بما انزل الى الرسول من كتاب وبما انزل على الرسل من قبل رسول الله محمد (ص) لا يفرقون بينهم. وايمانهم بالآخرة إيمان راسخ يصل الى مستوى اليقين ، فاذا بهم مطهرون من أيّ شك في يوم الجزاء. بذلك تتكامل عقائد المتقين ، الإيمان بالله (الغيب) وما يدعم هذا الإيمان من الصلاة والزكاة ثم الإيمان بالرسالات ثم الإيمان بيوم القيامة.
وبالطبع الإيمان بالرسالات يدعونا الى الايمان بخلفاء الرسل وبامتداداتهم. كما ان الإيمان بيوم الميعاد يأتي نتيجة للإيمان بعدالة الله. وهذه هي أصول الدين الأساسية التي تشكل جوهر شخصية المؤمن.
(وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)
[٥] والنتيجة التي يحصل عليها المتقون هي الهداية والفلاح. الهداية بما فيها من استقامة في العقل والروح. والفلاح بما يشمل من سعادة في الدنيا والآخرة.
(أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
[٦] من هم الكفار؟
الفئة الثانية من تقسيمات القرآن هم الذين يستحيل أن يعودوا الى الحق ، لأنهم عاندوا الحق وسدّوا آذانهم وأعينهم عن سماع الدعوة اليه.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
[٧] الكفر ـ كالإيمان ـ يبدأ من الاختيار الحرّ للإنسان ولكنه ينتهي